الجمعة، 22 مارس 2013

مسمار جحا


بقلم : وليد دياب 

 كثيرا ما سمعنا عن مسمار جحا ،   فجحا شخصية معروفه ومشهوره ويضرب به الأمثال كثيرا ,وأما مسماره، فيُضرب به المثل فى اتخاذ الحجج الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل   ، وكان جحا يملك داراً , وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً , فإشترط على المشتري أن يترك المسمار الموجود مسبقا في الحائط داخل الدار ولاينزعه, فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخفي لجحا من وراء هذا الشرط
وبعد أيام ذهب جحا لجاره و دق عليه الباب. فلما سأله جاره عن سبب الزيارة أجاب جحا:جئت لأطمئن على مسماري!!  
فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت والرجل يعانى حرجًا من طول وجود جحا  لكنه فوجئ بما هو أشد  إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يطق المشتري صبراوسأله: ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟!  
فأجاب جحا بهدوء:
 سأنام في ظل مسماري   وظل جحا يذهب يوميا للرجل بحجة مسماره العزيز وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!!  
ومن هنا انتشر مثل مسمار جحا ، وقياسا على هذا عندما اضطرت بريطانيا العظمى التنازل عن  الإرث الإستعمارى لأمريكا طوعاً و كراهية, تركت مسمار جحا فى الدول العربية لكى تعود من خلاله و كانت فى هذا فى قمة الدهاء و الذكاء. وكانت عودتهم من خلال التيار الاسلامى فترك الانجليز ورائهم ضباب الاخوان .
أكد الكاتب الأمريكى روبرت دريفوس أن جماعة الإخوان المسلمين نشأت بمنحة من شركة قناة السويس المملوكة فى تلك الفترة للإنجليز، مشيراً فى كتاب بعنوان "لعبة الشيطان.. كيف أطلقت الولايات المتحدة العنان للأصولية الإسلامية" إلى أن مؤسس الجماعة حسن البنا كان دائم الالتقاء بعدد من سفراء الدول الأجانب وعلى رأسهم بريطانيا وأمريكا.
ووفقاً لما ورد بالكتاب الذى جاء فى 387 صفحة، وصدرت ترجمته إلى العربية عن دار الثقافة الجديدة، فإن واشنطن دعمت الجماعات الإسلامية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهراً وسراً، مما تسبب فى ميلاد "الإرهاب"، مؤكداً أن أمريكا تلاعبت بالإسلام كعقيدة كما تلاعبت بالجماعات الإسلامية التى دعمتها ومولتها.
وكشف الكتاب أن الولايات المتحدة استخدمت الإخوان المسلمين فى الخمسينيات، ضد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبعد وفاة ناصر عام 1970 وتراجع القومية العربية أصبح الإخوان سندا وحليفا لأمريكا بشكل أقوى، خاصة وأن الرئيس أنور السادات استخدم الإخوان حينها لمناهضة الناصرية.
واعترف دريفوس فى كتابه بأن بلاده هى المسئول الأول عن انتشار ما أسماه "الإرهاب الإسلامى"، بدعمها الإخوان المسلمين فى مصر، والثورة الإسلامية فى إيران، وتنظيم القاعدة خلال الحرب الباردة، مشيراً إلى أن تلك التنظيمات انقلبت فيما بعد على واشنطن مثل "الوحوش التى تنقلب على راعيها" على حد وصفه.
ويقول المؤلف فى كتابه أن جمال الدين الأفغانى مؤسس فكرة الإسلام الأصولى هو الجد الأكبر لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المعروف، وكشف الكاتب مفاجأة غريبة أنَّ ملهم الإخوان المسلمين الأسبق وأبوهم الروحى كان "ماسونياً" وكان يرتاد المحفل الإسكتلندى العام الذى يحضره الماسونيون الأحرار فى مصر.
وعرض الكتاب صعود الإسلام السياسى اقتصادياً وتأسيس البنوك الإسلامية، مثل بنك فيصل الإسلامى، على أساس أن البنوك العادية لا تعمل طبقا للشريعة الإسلامية، وكل ذلك أدى لمزيد من انتشار الإسلام السياسى.
كما عرض فى الكتاب باباً بعنوان "إسلاميو إسرائيل" زعم فيه كيف أن إسرائيل هى التى دربت حركة المقاومة الإسلامية حماس فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى بدايات الحركة، كما يعرض أيضا دور الولايات المتحدة فى دعم الثورة الإسلامية بإيران وحركات الجهاد فى أفغانستان.
وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة أوضح المؤلف أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد بالغت فى حجم ومدى التهديد الذى يمثله تنظيم القاعدة، فهو ليس بالتنظيم شامل القوة كما أنها لا تمتلك أسلحة الدمار الشامل أو عدداً كبيراً من الخلايا أو الأموال أو العملاء، بالرغم مما أعلنه المدعى العام الأمريكى بعد أحداث 11 سبتمبر بأن القاعدة لديها 5 آلاف ناشط فى أمريكا، وأضاف الكاتب أن بإمكان الولايات المتحدة هزيمة القاعدة.
ووضع المؤلف مجموعة من المقترحات لكى تقوم بها الولايات المتحدة لتهدئة وتخفيض درجة حرارة الجماعات الإسلامية، ومنها أن تقوم بحل قضية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بأسلوب يضمن إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، ووقف إقامة المستوطنات الإسرائيلية، وذلك يحقق تهدئة للغضب العام للمسلمين، وبالتالى تتراجع حجة الجماعات الإسلامية.
نعم انتم الإخوان حركة تأسست فى كنف شركات البترول و غيرها مثل ارامكوا السعودية فى العقد الثالث من القرن العشرين و عندما بات تأثيرها قوى فى الداخل, نقلت الى مصر و كانت شركة قناة السويس البريطانية ترعى و تمدهم بالعون و المال و دوماً اسئلوا انفسكم من اين تأتى الأموال و الدعم المالى للحركات الدينية التى دوماً شريحتها المنتمية اليها فقيرة و لا تستطيع دعمها فهى تعانى من شقف العيش و لو اصبحت اليوم لها مؤسسات تجارية و مالية كبيرة بعد ان دعمها الاقتصاد العالمى و لكنى اشك ان يدعم الرأسماليون الدينيون تلك المؤسسات لكون همهم الوحيد هو جمع المال و تخزينه, اما ما تقدمه الأحزاب السياسية الدينية, فالكل يعلم من ورائهم الكنيسة الثرية و ايران الصفوية البترولية و أيباك الكنيسة الإنجليزية.
ان الشعوب بطبعها و خصوصاً الشعوب القديمة الشرقية, شعوب عاطفية تدفعها عاطفتها اكثر من عقلها, فقد خدعوا البسطاء من عامة المسلمين تحت مسمى كبير هو " الإسلام هو الحل " وهم يقصدون أنهم هم وحدهم المسلمين وحماة الإسلام أمناء عليه خلفاء من قبل الله أما غيرهم من المسلمين فكفرة وبناء على هذا الفكر فإنهم يقومون بما أمر به القرآن وإتباع سنة النبى 
والدارس الحقيقى والمحلل لشعارهم يعرف تماماً أنه شعار أجوف فاضى هش , لأن هناك ألاف من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعالمية تريد حلاً , تتباعد عن بعضها وتتشابك احياناً لتكون ملايين من العوامل الأخرى المسببة لها , وهناك من ألاف أخرى من الطرق التى يجب السلوك فيها لحلها وكلها لا يستطيع الإسلام حلها وهم يعرفون ذلك قبل غيرهم , أما أن يكون الإخوان المسلمين قد أمتلكوا عصى الإسلام السحرية الذى أسمه الإسلام هو الحل وحصلوا عليها من الله كما فعل مع موسى فهذا هو الهراء بعينه , وعموماً لا يوجد دينا يحل مشاكل الدنيـــــــــــــــــا كما أنهم لا يوجد عندهم رؤيا لحل أى مشكلة , إلا إذا كان الإسلام ليس ديناً , ولكن ينبغى أن نتوقف لنتأمل هذا الشعار من وجهة نظر أخرى هى وجهة نظر قادة الأخوان ونهمهم للوصول إلى السلطة ولا شك أن هذا الشعار ليس كاملاً وأنهم أخفوا بقيته وشعار قادة الأخوان هو هدفهم وهدفهم هو " الإسلام هو الحل للوصول إلى السلطة " بهذا يستقيم المعنى تماماً  ،هذه هى حقيقة الإخوان ...
" من يعادون الأخوان يعادون الله ورسوله " مساويا بين الاسلام والاخوان وأن من يعادى الإخوان يعادى الله ورسوله كأنهم هم المسلمين الحقيقين فقط فى العالم ، 
إن "ثقافة التمرير"و حشر المعلومات و المجيء بأشخاص تؤيد و تؤكد مصداقية ما سرد سابقاً من قصص و كل المشكلة فى أمتناً و شعوباً تؤمن بثقافة المرجعيه لكى لا تتعب نفسها فى البحث و التفكير وهذه آلية الإتكالية استغلها الغرب و آلته الإعلامية للترويج من خلال شراء الذمم و الحمد لله هم كثيرون.و هنا بودى ان اشير لبعض النقاط الهامة فى هذا الإرث المشَوه الذى يريدون به اخراج الأمة عن طريق الصواب وذلك باستخدام ثقافة التمويه هى تغيير محيا الإنسان فالشكل الإنسانى يتسم بالسماحة و على ان تعلوه بسمة فى الوجوه و فى قديم الزمان لم تكن ادوات الحلاقة موجودة و لهذا الأشكال البشرية كانت تختلف فى العهود القديمة و حاول الإنسان ان يجمل نفسه دوماً فإن الله (جميل يحب الجمال) ما دونه, فهو ليس لون الخالق, فالجمال صفة الخالق و القبح صفة الشيطان فالخيار لكم الى من تنتمون الجمال ام القبح؟
سؤالى لهم, لماذا تنتمون للماضى فى المظاهر فقط ؟ إذا كان الحديث عن اطلاق اللحى و حلق الشارب فى زمنٍ ما وذلك للتمييز بين العرب و اليهود, اليوم اختلفت اشكال الحياة و تميزت الوجوه .
في هذه العجالة لا أبحث عن أخطاء الاخوان المسلمين ولا علئ مثالبهم فهي كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ولكن أحب أن أبين خطأين عظيمين فقد فيهما الاخوان دعوتهم وانحراف بسببها مسمارهم المرسوم سلفا.
ان الاخوان لم يوفقوا في الجمع بين الدين والسياسة والتبست عندهم الأولويات بين المهم والاهم فارتكبوا خطأ  أصابهم في مقتل -  ، وكان من ثماره أن قدمو السياسة على الدين - أي لم ينضبطوا في السياسة بالضوابط الشرعية - فتهاونو ا بالدين فهانو ا على الأقل أمام العامة ، وجرهم هذا أيضاً مجارات للاحزاب ان قدموا مصلحة الحزب على مصلحة الوطن وهذا جرهم الى التنازلات الكثيره والى الخنوع والخضوع لما يجري على ارض الواقع. فلا يهم أن يتحرك الأمريكان على طول البلاد وعرضها ولايهم أن تضرب من تشاء وتقتل من تشاء ،و لكن هل ينتهي كل شيء هنا ، لا يا سادة ، (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ، حقيقة واضحة ، مهما حاولوا ، ومهما صنعوا  الجميع يعلم بوضوح من هم المسلمون ، وماهو دينهم ولو طالعنا أول وثيقة دستورية إسلامية كتبت في عهد محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – صحيفة  أهل المدينة ، فنجد من نصوصها :  (( ..لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ؛ إلا من أظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته ……….وإن ليهود الأوس مواليهم وأنفسهم على ما لأهل هذه الصحيفة مع البر الحسن من أهل هذه الصحيفة …. )) . إنها المواطنة …. هكذا تبنى الدول .
ويكفيني ويكفيكم قوله تعالى : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) . وفي الأخير أقول مقولة الكاتب الكبير  طه حسين : ( نحن نريد أن نكون أحراراً في بلادنا ، أحراراً بالقياس إلى الأجنبي بحيث لا يستطيع أن يظلمنا أو يبغي علينا ، وأحراراً بالقياس إلى أنفسنا بحيث لا يستطيع بعضنا أن يظلم بعضاً أو يبغي على بعض ).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق