كتب/ عبدالحميد شومان
قوات الأمن فى الإسكندرية أخذت دروس الاشتباكات التى دارت مع المتظاهرين خلال الأحداث التى شهدتها المحافظة يومى 25 و28 يناير الماضيين وما بعدهما، فى محيط المجلس الشعبى المحلى، المقر المؤقت لديوان عام المحافظة، ونصبت كميناً للمتظاهرين أمام قسم شرطة سيدى جابر، الذى يبعد قرابة 5 كيلومترات عن استراحة المحافظ، خلال مظاهرات جمعة الكرامة أمس الأول، لمنعهم من الوصول إليها، والتظاهر والاعتصام أمامها، لتجنب أحداث المجلس المحلى، عندما حاصر المتظاهرون، قوات الأمن والمبنى لأكثر من 15 ساعة، واضطرت مديرية الأمن لفتح طريق سرى عبر المبانى المجاورة لإمداد القوات بالأسلحة والمعدات قبل نفادها ووقوعهم فريسة فى أيدى الشباب الغاضب.
كان المتظاهرون حددوا خط سير المسيرات الاحتجاجية من ساحة مسجد القائد إبراهيم، حتى الغرفة التجارية، وشارع النبى دانيال، ثم ميدان محطة مصر، ومنطقة محرم بك، مروراً بشارع أبوقير عبر عدد من المناطق الشعبية مثل الحضرة وأمبروزو وغيط الصعيدى، ثم مصطفى كامل حتى الوصول إلى استراحة المحافظ فى منطقة جليم، واعتمدت خطة أجهزة الأمن على ترك المسيرات دون الاحتكاك بالمتظاهرين نهائياً، مع منعهم من بلوغ الهدف النهائى وهو التظاهر أمام استراحة المحافظ فى منطقة جليم، التى يعتبرها الطرفان مع المجلس المحلى رمز الحكم فى الإسكندرية.
ومزق المتظاهرون لافتات الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وصور الرئيس محمد مرسى، وحملوا نعشاً خشبياً علقت عليه صور الشهداء «محمد الجندى، وجابر جيكا، والحسينى أبوضيف، وخالد سعيد، وسيد بلال»، مطالبين بالقصاص لهم، وحاول عشرات منهم اقتحام مقر جماعة الإخوان فى منطقة محرم بك، أثناء مرور المسيرة من أمام المقر، وتمزيق اللافتة وحرقها فى الشارع، إلا أن باقى المتظاهرين أقنعوهم بالعدول عن ذلك.
وما إن وصل المتظاهرون إلى قسم شرطة سيدى جابر، حتى حاصرهم آلاف من جنود الأمن المركزى، القادمين من مديرية الأمن عبر نفق كليوباترا، وألقوا عليهم وابلاً من القنابل المسيلة للدموع، مستغلين اعتداء عدد من المتظاهرين على القسم، وإلقاء الحجارة عليه قبل مرور المسيرات بدقائق لإقحام باقى المتظاهرين فى الاشتباكات.
وفى غضون دقائق نقلت قوات الأمن الاشتباكات من أمام قسم الشرطة إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالقسم، عبر مطاردة المتظاهرين وإجبارهم على الاحتماء بها، حيث تُعد هذه الشوارع كميناً حقيقياً، لا يستطيعون الهرب منه، لأنها بلا مخرج حيث تنتهى بأسوار عالية يتبعها كوبرى لخطوط السكك الحديدية، الأمر الذى سهل على القوات الإيقاع بأعداد كبيرة منهم بين مصاب ومعتقل.
وشهدت المنطقة حالة من الكر والفر امتدت لساعات بين المتظاهرين والأمن بزجاجات المولوتوف، والحجارة لإجبارهم على التراجع والسماح لهم بالخروج من الكمين، فى حين ردت القوات الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع، وتسببت الاشتباكات فى غلق طريق أبوقير وجميع المحلات التجارية المحيطة بالمكان.
وتسببت الاشتباكات فى اشتعال النيران فى نقطة مرور سيدى جابر القريبة من قسم الشرطة، فضلاً عن تحطم مقاعد ومكاتب محطة السكة الحديد، وزجاج عدد من عربات أحد القطارات المارة أثناء التراشق بالحجارة، وإصابة بعض الركاب بجروح.
وتسببت شائعات تحرك شباب الإخوان لمواجهة المتظاهرين فى اشتعال الموقف، وزادت أعداد المتظاهرين الذين انضموا من مناطق أخرى لمواجهة ما وصفوه بالإرهاب الإخوانى.
وقال الدكتور محمد الشرقاوى، وكيل أول وزارة الصحة فى الإسكندرية، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 17 متظاهراً، فيما أكد نشطاء الإسكندرية أن هذا الرقم عار من الصحة وأن المصابين أكثر من هذا الرقم بكثير.
وقال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 5 من قوات الأمن، وتسببت فى تلفيات فى مدخل مقر قسم شرطة سيدى جابر، وإضرام النيران فى 3 سيارات خاصة تصادف وقوفها أمام القسم خلال الاشتباكات.
وأضاف أن قوات الأمن ضبطت 30 متظاهراً من مثيرى الشغب خلال الاشتباكات.
واكتفت جماعة الإخوان فى الإسكندرية بنشر لافتات فى عدد من شوارع المحافظة لنبذ العنف والدعاية لمشروعات خدمية وأسواق خيرية لبيع السلع والمنتجات الاستهلاكية، وأنشطة ثقافية وخدمية، وغابوا عن الوجود فى الشارع تجنباً لوقوع أى احتكاكات.
من جانبها، أدانت الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير «لازم» التعامل الأمنى العنيف مع المتظاهرين السلميين أثناء مرورهم أمام قسم سيدى جابر متهمة وزارة الداخلية، وجماعة الإخوان بالوقوف وراء هذه الأحداث.
وقال محمد سمير، عضو المكتب التنفيذى للحملة، إن جماعة الإخوان المسلمين تعاونت مع وزارة الداخلية، لتدبير هذه الأحداث، متهماً بعض العناصر التابعة للجماعة بجمع الطوب والحجارة بعلم وزارة الداخلية، واعتلاء الأسطح لانتظار المسيرات ثم رشق المتظاهرين خلال مرورهم من أمام القسم بالحجارة لافتعال الأزمة حتى تتدخل الداخلية، وتحاول فض المسيرة ويكون لديها مبرر لاستخدام العنف.
وقالت ماهينور المصرى، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، إن أحداث الاشتباكات التى وقعت أمام قسم شرطة سيدى جابر كانت مدبرة، وكانت هناك محاولات فى البداية لدفع المتظاهرين للتوجه ناحية المجلس المحلى، ولكن المتظاهرين رفضوا، وأصروا على استكمال مسيرتهم وفقاً لخط السير المحدد مسبقاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق