الأربعاء، 6 فبراير 2013

شيخ الأزهر يرفض «المد الشيعي» ويطالب نجاد بـعدم التدخل في شؤون دول الخليج


سعى وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، أمس، إلى طمأنة دول الخليج بأن التقارب بين القاهرة وطهران، لن يجري على حساب أمن هذه البلدان، بالتزامن مع وصول الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى مصر في أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني منذ قيام الثورة الإيرانية عام ‬1979، فيما طالب شيخ الأزهر، احمد الطيب، الرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد، بـ«عدم التدخل في شؤون دول الخليج» وبـ«احترام البحرين كدولة عربية شقيقة»، وأكد له «رفضه المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة»، واتهمت الدعوة السلفية في مصر إيران بـ«اضطهاد أهل السُنّة»، معربة عن مخاوفها من أن تتجاوز زيارة الرئيس الإيراني الغرض المُعلن منها، وهو المشاركة في أعمال القمة الـ‬12 لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتفصيلاً، قال الوزير المصري، على هامش اجتماع تحضيري لقمة منظمة التعاون الإسلامي، التي سيحضرها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن «علاقات مصر بأي دولة لن تكون أبداً على حساب أمن دول أخرى». وأضاف أن «أمن دول الخليج بالتحديد هو خط أحمر لها، ولن تسمح بالمساس به أبداً»، مؤكداً أن «أمن دول الخليج هو أمن مصر».
وأجرى الرئيسان المصري، محمد مرسي، والإيراني، احمدي نجاد، أمس، محادثات في القاهرة في أول زيارة لرئيس إيراني الى مصر منذ ‬1979، عشية مشاركتهما في قمة منظمة التعاون الاسلامي. وكان نجاد وصل إلى القاهرة للمشاركة في القمة. وكان في استقباله نظيره المصري، بحسب لقطات بثها التلفزيون المصري الرسمي.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مباحثات مرسي ونجاد في المطار «تناولت آخر المستجدات على الساحة الإقليمية وسبل حل الأزمة السورية لوقف نزيف دماء الشعب السوري، من دون اللجوء إلى التدخل العسكري». كما بحث في «سبل تدعيم العلاقات بين مصر وايران». وقبل مغادرته طهران، عبّر نجاد عن الأمل في أن تمهد زيارته الطريق امام استئناف العلاقات بين البلدين، وقال «سأحاول فتح الطريق امام تطوير التعاون بين ايران ومصر».
وأضاف «الجغرافيا السياسية في المنطقة ستتغير اذا اتخذت ايران ومصر موقفاً موحداً بشأن القضية الفلسطينية».
وقال دبلوماسي مصري سابق «قرار إعادة العلاقات الكاملة مع ايران في هذه المرحلة صعب، على الرغم من دفء العلاقات، نظراً إلى مشكلات كثيرة، منها الأزمة السورية وعلاقات القاهرة مع دول الخليج واسرائيل والولايات المتحدة».
من جانبه، قال مساعد مستشار وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية، عبدالهادي محمد، لـ«رويترز» «نأمل إن شاء الله أن تتطور العلاقات خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد. نتوقع تطوراً في العلاقات، وهذه قضية مهمة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، العلاقات تتطور على الجبهة الاقتصادية لكننا نريد تطوراً على الساحة السياسية».
وسئل عما تردد من مزاعم عن تقديم ايران مشورة امنية لمصر، فقال «أمن مصر هو أمن ايران، وأمن ايران هو أمن مصر. نحن في خندق واحد، ونحن نبذل الجهود لتوحيد صفوفنا، أما بالنسبة للمشورة الأمنية فهذه قضية تخص السلطات العليا ولا تخصني أنا».
من جانبه، قال الأزهر في بيان في أعقاب اجتماع الطيب مع نجاد في القاهرة، إن الإمام الأكبر «طالب الرئيس الإيراني باحترام البحرين كدولة عربية شقيقة، وعدم التدخل في شؤون دول الخليج»، واكد انه «يرفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة»، و«طالب بوقف النزيف الدموي في سورية الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان». كما طالب الطيب نجاد كذلك بـ«ضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، خصوصاً في إقليم الأحواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين».
وطالب الطيب الرئيس الإيراني بـ«استصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري، حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق».
وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس الايراني مع وكيل الأزهر، الشيخ حسن الشافعي، عقب الاجتماع، قال نجاد «جئت من ايران لكي اقول ان مصر والشعب المصري مكانتهما في قلب الشعب الإيراني كبيرة» و«نحن نعتبر اقتدار وازدهار مصر اقتداراً ونمواً للشعب الإيراني أيضاً».
واضاف «آمل أن تكون هذه الزيارة باباً لتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين» مؤكداً أنه «وجّه الدعوة للعلماء (من الأزهر) لزيارة بلدهم الثاني ايران، وهم تفضلوا وقبلوا هذه الدعوة».
من جهته قال الشيخ الشافعي انه انطلاقاً «من الصلة الأخوية» بين مصر وايران، كان حديث الإمام الأكبر خلال اللقاء «صريحاً».
واضاف ان الشيخ الطيب «تكلم عن عقبات حقيقية تحول دون التلاقي الكامل والتوحد الكامل» بين السنة والشيعة مشيراً بصفة خاصة الى ان العلماء الشيعة «يتعرضون بشكل غير مقبول لزوجات الرسول، ما يشوش العلاقات بين الشعبين». ولم يرد احمدي نجاد على هذه التصريحات، ولكنه استوقف الشيخ الشافعي اثناء حديثه ودار بينهما حوار هامس امام الصحافيين.
يأتي ذلك في وقت، أعلن السفير المصري لدى العراق، شريف شاهين، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف، بعد لقائه المرجع الشيخ محمد إسحاق الفياض، والمرجع الشيخ بشير النجفي، ومحمد بحر العلوم، أن المرجع النجفي وجّه دعوة الى شيخ الأزهر لزيارة النجف، نافياً أن تكون الزيارة للوساطة بين الحكومة العراقية والمتظاهرين.
وأعربت الدعوة السلفية، في بيان أصدرته أمس، عن «المخاوف التي تأتي في ظلها زياره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمصر، في الزيارة الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ عام ‬1979»، موضحة أن تلك المخاوف تأتي «من تجاوز الغرض المُعلن، وهو حضور مؤتمر القمه الإسلامية، إلى عقد اجتماعات قد تأتي على حساب مصالح عليا لمصر ولأهل السنة والجماعة، الجسد الأصلي للأمة الإسلامية».

-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق