Ads

الإخوان بنكهة مبارك

هالة برعى


التوتر ،والعنف ،والهمجية ،كلها مفردات توضح بإختصار شديد الوضع  الحالى الذى وصلنا إليه في مصر حاليا،
بالطبع كان من المفترض والمتوقع  أن يتحقق الإستقرار على أيدى أصحاب السلطة الجدد بعدما تبدلت الكراسى وسقط نظام مبارك وأصبح سجناء الأمس هم كبراء القوم الأن. ترى ماهى الأسباب الحقيقة التى أدت بنا إلى حرب الشوارع والعصابات ؟؟البعض عنده قناعة أن إنتخابات الرئاسة هي الوازع الحقيقى وراء ماآل إليه المصريين من شعور مزمن بالمعاناة من عدم الإستقرار والإنفلات الأمنى والمعنوى.
جميعنا يعلم كيف حقق الدكتور محمد مرسي نسبة 51% من الأصوات التى أهلته ليصبح رئيساً للجمهورية على الرغم من كافة النزاعات والمشاحنات التي كانت ولازالت تشغل الرأى العام حتى الأن، ذلك الرئيس المدنى القادم من التيار التيار الدينى ،الذى لايمتلك برنامجا إنتخابيا محددا، ولايجيد غير تنفيذ أوامر مرشده القابع هناك فى المقطم الذى يدين له بالولاء والطاعة ، إعتلى عرش مصر ليس تأييدا لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها سيادته،لا إطلاقا،،
فكلانا فرض على الأخر لقد ترشح الدكتور محمد مرسي بالصدفة حيث تم إختياره فى أخر لحظة كبديل للمهندس خيرت الشاطر الذي منع من الترشح لأسباب قانونية ودستورية،من جانبنا نحن أصحاب الرؤي والتوجهات المدنية كان عندنا رفض تام لمبدأ التوريث أحد أهم الدوافع التى أشعلت فتيل الثورة،،من هنا كان الرفض للفريق أحمد شفيق على أساس أنه جزء من تلك  المشاكل والقضايا الموروثة من عهد مبارك الغير مرغوب فى تواجده فيم بيننا، وبالتالى تم التعامل مع إختيار الدكتور مرسى على أساس أنه فرصة لا تعوض للتخلص من كل رموز العهد البائد، 
وبدأ إنتقام الإخوان بالتنديد بالنظام السابق، كما إستهدفت باقى القوى السياسية الغير مؤيدة لؤلئك المتأسلمين الجدد الذين هيمنوا على معظم المواقع الحكومية والإدارية فى محاولة لأخونة الدولة بالإكراه ، وهنا أشتعلت جذوة العنف من جديد في مصر. كرد فعل مباشر لرغبة الإخوان الذين إفترضوا أن المرحلة الحالية تقتضي الإسراع بوضع سلسلة قوانين وإعتماد إجراءات توفر لهم وحدهم القدرة على الإمساك بزمام الأمور وتمنع غيرهم من الإقتراب من السلطة.
أهلى وعشيرتى ألا يعد ذلك  صورة مكررة لفكر نظام مبارك ،ألا يعد ذلك إستنساخا صريحا لتصرفات المنتمين إلى الحزب الوطنى المنحل.
يبدو أن كبار المنتمين إلى مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين تناسوا الأهداف الأساسية التى إستشاط من أجلها ذلك الجيل من شباب مصر الذى ضحى بالغالى والنفيس رفضا للتوريث أحد أهم الدوافع لقيام الثورة ،تناسوا أن لهم حقوق وعليهم واجبات. ،تناسوا أيضا أن هناك الكثير من القوى المصرة على التغيير، القادرة على إستنهاض معظم المصريين للخروج السريع إلى الشارع والتحرك فى مواجهة غير متكافئة مع الجماعة  التى يجب عليها أن تتفهم جيدا أن  الـتأييد الغربي أبدا لن يضمن لها التأييد الداخلي الذي تسعى إليه بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة.
 لقد أهملت الجماعة الرأي العام الداخلي، وتعاملت معه بنوع من اللامبالاه المتعمدة.بدلا من محاولة إحتواء الموقف ، والبحث عن كل الوسائل الممكنة لمعالجة كافة الأمور السياسيةالتى شتت شملنا هنا فى مصر ،
أهلى وعشيرتى نحن فى أمس الحاجة إلى مشاركة كل القوى الوطنية المختلفة الأراء والتوجهات، نحن فى أمس الحاجة إلى بعض الليونة فى التحاور بين أؤلئك الراغبين  فى إقامة دولة مدنية. وبين ما يسعى إليه الدكتور مرسي  وجماعتة حتى نتجنب الدماء التى زلزلت الشارع المصرى مجددا فلا مجال لفكر التوريث فى ثوبه الجديد ،لامجال للوجه الأخر للعملة الذى يحمل شعار الإخوان المسلمين.. 
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق