Ads

شمس الحرية


بقلم : وليد دياب - مستشار التحكيم الدولى وعضو الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية 

يقول المفكر الفرنسي فولتير  ما رأيت شيئا يسوق الناس إلى الحرية بعنف .. مثل الطغيان ".
ان الحرية حق مكتسب للانسان, وهي جزء من تكوينه الذي خلقه الله – عز وجل – به, لا يمكن ان يستغني عنها أو يتنازل عن حقه بها. والتاريخ أورد لنا العديد من الأمثلة عن صراع الإنسان لأجل حريته, واستعداده لبذل كافة السبل لنيلها والحصول عليها مهما كانت النتائج او بلغ حجم التضحية.
فالحرية ليست منحة من الحاكم او غيره، انما هي حق اصيل من حقوق الشعوب، وكما قال الزعيم المصري مصطفى كامل: " ليس هناك دولة ظالمة ولا دولة مظلومة .. هناك فقط أولائك الذين يسمحون لأنفسهم بأن يتحملوا الظلم!! ".
ان الحرية ليست فعلا فرديا انانيا .. اي لا يجب أن تستمتع انت بالحرية بينما يعاني الآخرون من القمع الظلم والاضطهاد .. ان حريتك الحقيقية تكمن في قدرتك على الدفاع عن الآخرين، وان تسعى كي يحصلوا على ما تنعم به، فالحرية فعل جماعي يجب أن تكون متاحة للجميع، ويتمتع بها كافة الناس دون تحديد او تخصيص.
يقول المفكر المصري عباس محمود العقاد إن المذهب السياسي او الاجتماعي الذي يسلبنا الحرية، يسلبنا أعز نعمة في الحياة الإنسانية، بل يسلبنا كرامة الإنسان ويستحق منا المقت والازدراء ".
الحرية شمس يجب ان ان تشرق فى كل نفس فمن عاش محروماً منها عاش فى ظلمة حالكة.
ولا سبيل الى السعادة فى الحياة الا اذا عاش الانسان فيها حراً طليقاً.
فالحرية حق واجب على كل انسان صغير ام كبير ام عجوز فهى ليست فى تاريخ الانسان حادثاً جديداً و لكن هى الفطرة التى شب عليها منذ ان كان فى بطن امه جنيناً.
الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، أو التخلص من الإجبار والفرض.
في كل دساتير الشعوب كلام جميل عن الحريات، لكن الحرية تبقى العملة الصعبة التي يتطلع إليها الكثيرون في هذا العالم المتلاطم الأمواج. الإنسان في داخله حر بطبيعته ولا يمكن لقوة في الدنيا أن تمنع الشخص من أن "يشعر" أو يعتقد بشيء ما، لكن المشكلة تكمن في التعبير عن ذلك الشعور أو ذلك الاعتقاد.
قد يكون فعلا هنالك حكومات تؤمن بالحرية وتسعى لأن تمنحها لشعوبها كاملة .. ولكن، اعرق الديمقراطيات، وأكثر الحكومات حرية وانسجاما مع شعوبها.. لا تؤمن بالحرية المطلقة الكاملة، ولديها دائما ما تخفيه عن شعوبها.
لقد سعت السلطات المختلفة لأساليب ووسائل ساعدتها في فرض سيطرتها على بلدانها, وقوت من حكمها, وثبتت من وجودها.. وكانت هنالك أدوات أساسية لا بد من السيطرة عليها لضمان استقرار الحكم والبقاء في السلطة. وابرز تلك الوسائل الجيش أو قوى الأمن, الذي يعتبر العصا الغليظة التي يرهب بها الحاكم خصومة ويهدد بها كل من تسول له نفسه سواء بالداخل أو الخارج أن يقدم على فعل أو حماقة ضد السلطة.
وحوادث التاريخ كثيرة التي تبين لنا أن الجيش هو أخطر مؤسسة على السلطة, وأن الكثير من الثورات الانقلابية قامت على يد رجال الجيش, لذلك فان أي ثورة تقوم تحرص كل الحرص على تأمين الجيش وأن يظل تحت عينها وباشرافها, وتوليه أكثر من تثق به من الرجال.
ودائما ما نجد في الحكومات عموما أن الحاكم هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 وأخيرا إن السلطة الحرة هي التي لا تخاف شعبها أو تخشاه.
وهي كذلك التي لا يخافها شعبها ويخشى جبروتها .. إنما يحترمها ويقدرها، ويثق بها تمام الثقة، ويعرف أنها تعمل لأجله، وتحافظ على حقوقه، وترعى مصالحه.
ولا يشعر أن هذه السلطة ما هي إلا مجموعة من العابثين الفاسدين الذين وصلوا إلى سدة الحكم في غفلة من الزمان .. ويتمنى زوالهم في أي لحظة، ولا توجد لديه مشكلة في أن يكون شريكا في هذا الزوال.




0 تعليقات:

إرسال تعليق