بقلم/ عبدالحميد شومان
الاختلاف أمر طبيعي بين سائر البشر منذ الخليقة، واليوم في مصريكتسي الشارع السياسي ما بين خيارين النعم و الا بين معارض للدستور ومؤيد له وبين المؤيد والمعارض نجد واحد مقاطع للمشاركة في الإستفتاء.ولأكون صادقا كما تعود القراء مني بأن غالبية الشعب المصري «مالها شغل» لا بنعم ولا للا، وفقدت الامل والثقة بالحكومة والمعارضه والكل كليلة.. وفي الوقت نفسه لا تحب ان يملي عليها احد قناعاته او يقوم آخر بعمل حجر لآرائها، ومن بين هذه الاغلبية الصامتة من هو معارض للدستور، ولكنه ضد النزول الى الشارع لما فيه من تأجيج وخطورة في زيادة الاحتقان السياسي في البلاد، وآخر ضد الدستور، ولكنه مع المشاركة ربما لاسقاط المستفتي عليه بشكل رسمي وآخر يرى ان في هذا الدستور سابقة خطيرة يجب الوقوف امامها ومعالجتها لعدم السماح بتكرار امر مثيل لها مستقبلا لأننا من الواضح أمام دساتير كثيرة من المتوقع صدورها هذا من وجهة نظر البعض، وآخر يرى ان الامر حتمي لانتشال البلد من الفوضى العارمة التي نعيش فيها منذ قيام الثورة المباركة.
إن الاختلاف امر جميل، ولكنه يتحول الى شيء قبيح عندما تم من خلاله تخوين وتكفير وإلغاء الآخرين المعارضين ، وبالعودة الى المشهد المحلي نجد ان القبح ملأ شاشات التلفاز والاجهزة الالكترونية التي ازدحمت بالشتائم ومهاجمة كل شخص معارض ومقاطع ، واتهمته بالخيانة للوطن، ومطبقاً لأجندات خارجية تهدف الى زعزعة الامن في البلاد.. وفي المقابل نجد ايضا التخوين المضاد لكل شخص مؤيد للدستور او مشارك في الإستفتاء عليه، ويتهم بالمرتشي والمتخاذل، ويتم تهديده وترويعه اجتماعيا، بل وبتصوير كل شخص سيقوم بالتصويت.. وكأنه سيقوم بأمر مشين، مطالبين بالحجر على جميع العقول ومحاربة كل الاصوات النشاز المخالفة لهم، واكاد اجزم ان هناك نسبة كبيرة من المقاطعين مقاطعون ليس لإيمانهم بفكرة المقاطعة، بل بسبب حرج اجتماعي حتم عليهم المقاطعة للدستور المستفتي عليه غدا للمرحلة الثانية في سبعة عشر محافظة.
لا أشك أبدا في اتفاق الطرفين والطرفسين هم نعم ولا فجميعهم يحب مصر مهما كان الرأي ، ولكن يجب على الجميع التحلي بثقافة الاختلاف.. فتأكيد فكري وموقفي بشكل منطقي ومباشر اجمل بكثير من مهاجمة الفكر الآخر، وتصيد سلبياته لكي أؤكد موقفي، فاختلافي مع الآخر لا يتيح لي الحق بالاستهزاء به وبفكره وانتمائه، وشتمه هواو عائلته والتشهير بعرضه والتشكيك في شرفه ونزاهته من دون دليل.
فمصر هي أكبر من ذلك بكثير .. فلنختلف هذا صحي ولكن لا نخرب ولنتشاجر بلا تمزيق ملابس .. لذا وجب علينا التحلي بروح الإختلاف الثقافي .
0 تعليقات:
إرسال تعليق