قال الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور إنه يمد يديه إلى الدكتور محمد مرسى شرط تشكيله حكومة إنقاذ وطنى، وأن يتحدث كرئيس لكل المصريين، وأن يبدأ من الآن فى تشكيل لجنة تأسيسية جديدة تكتب دستورا لكل المصريين بهدوء شديد حتى لو استغرق عملها عامين.
وقال البرادعى بعد قليل من موافقة الناخبين على الدستور الجديد «بصورة غير رسمية» قائلا إن الجميع خاسر بهذه النتيجة ولا يوجد منتصر، وحتى من يحق لهم الانتصار فهم لا يتعاملون معه باعتباره نصرا سياسيا بل كأنه انتصار فى حرب.
وأضاف البرادعى أن الدستور حصل على شرعية قانونية وليس على شرعية شعبية كاملة أو إنسانية، وبالتالى لا يمكن للدستور أن يتطهر بهذه النتيجة فى ظل المواد المختلف عليها، والنوايا التى بدأ البعض يتحدث بها عن فهمهم للدستور كما تجلى فى تصريحات القيادى السلفى ياسر برهامى.
واقترح البرادعى أن نتعامل مع الدستور الجديد باعتباره دستورا مؤقتا، مثلما كان البعض يقترح نفس الفكرة لدستور 1971، وفى المقابل يدعو رئيس الجمهورية إلى تشكيل جمعية تأسيسية حقيقية وممثلة لكل أطياف الشعب المصرى لكى تعمل بهدوء شديد ومن دون ضغوط أو جداول زمنية، لكى تنجز دستورا ديمقراطيا حقيقيا يعيد التوازن المفقود ويحقق العدالة الاجتماعية ويلم الشمل.
وعن سر رفضه للتعديلات المقترح إدخالها على الدستور الحالى بشأن المواد الخلافية، أبدى البرادعى استغرابه من تعديل دستور بعد ساعات من الموافقة عليه
وردا على الاتهام بأنه رفض كل الدعوات الموجهة إليه بشأن الحوار، تساءل البرادعى هل يعقل أن يتم توجيه خمس دعوات فى حوالى أسبوع من دون أن يكون جدول أعمال حقيقى لهذا الحوار، وهل يكفى أن يقال لنا: «تعالوا الساعة اتناشر ونص» وهل يعقل أن تأتينا دعوة من مرشد الإخوان المسلمين، وبأى صفة يوجه لنا الدعوة؟!».
أضاف البرادعى أنه يرحب بأى حوار حقيقى على جدول أعمال واضح ولن يذهب إلى هناك من أجل «التصوير»، بل من أجل الحديث عن حكومة إنقاذ وكذلك الاتفاق على اسلوب المشاركة الوطنية وضرورة وجود أرضية مشتركة بين الجميع، ملمحا إلى أن الرئاسة دعت إلى الحوار الأخير ربما لأن البعض فى الخارج طلب ذلك، ومشكلة مصر الراهنة لن يتم حلها فى ساعتين ونصف الساعة.
ولفت البرادعى إلى المصاعب الكبرى التى تواجه مصر وتحتاج إلى حكومة إنقاذ حقيقية، خصوصا أن جماعة الإخوان تملك أغلبية لكنها لا تملك كفاءات فى معظم المجالات، وأصحاب الكفاءات لن يدخلوا معها إلا إذا شعروا أنهم جزء من الفريق، مثلما حدث فى مجلس الشورى الذى يتهرب منه الجميع، مشيرا إلى أنه أخبر الرئيس مرسى فى آخر لقاء أنه لا يريد منصبا أو شيئا شخصيا لنفسه، ومستعد للعمل معه فى أى ملف يطلبه إذا كان فى مصلحة مصر.
أضاف البرادعى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل فى أن الخليج متردد، ولا يثق فى السياسات الراهنة باستثناء قطر، كما أن بقية العالم لن يساعد نظام حكم يعتقد أنه يتجه إلى الفاشية، وإن لم تدرك الحكومة هذه المخاطر والأوضاع الاقتصادية الصعبة فان الفترة المقبلة قد لا تشهد مجرد خلافات سياسية أو نقاشا حول دستور، بل ثورة جياع تطيح بالجميع ويخرج المجتمع بأكمله خاسرا، خصوصا فى ظل تراجع القيم الأصيلة لدى كثيرين. وبالتالى فان مصر تحتاج سياسة خارجية متوازنة تتطلب بدورها سياسة داخلية متوافقة.
ولم يستبعد البرادعى فكرة مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة إذا أصر الإخوان على السير بنهجهم الحالى، لكنه رهن القرار بالمشاورات داخل جبهة الإنقاذ الوطنى.
وختم البرادعى تصريحاته بالقول إن قضية الشريعة لم تكن فى يوم من الأيام مشكلة فى مصر، ولا خلاف حقيقيا عليها، لكن الذين يصرون عليها يهربون من المشكلات الحقيقية، فالشعب لا يحتاج من أحد أن يعلمه كيف يصلى أو يصوم، بل يحتاج حلولا لمشكلاته الراهنة، وخدمة صحية راقية، وتعليما حقيقيا متطورا، خصوصا أنه فى كل المناطق ذات التعليم المتقدم كانت نسبة «لا» هى الأكثر فى الاستفتاء على الدستور.
0 تعليقات:
إرسال تعليق