Ads

سكة الموت


جيهان السنباطى

اصبح من الطبيعى أن نستيقظ كل يوم على كارثة جديدة وأزمات متنوعة ومتكررة يتعرض لها المواطن البسيط وكأنها ليس لها حلا وخلافات ومشاحنات بين صفوة المجتمع السياسى وانسحابات متتالية من اللجنة التأسيسية للدستور وقرارات متضاربة متسرعة وغير مدروسة يتم التراجع عنها بعد أن تتسبب فى حالة من البلبلة فى الشارع المصرى واعلام وقنوات فضائية موجهة تتصارع على تناول الحدث ليكون لها الأولوية فتضخم ماتريد تضخيمه وتقلل من أهمية الاخر كل ذلك ماهو الا حلقات من مسلسل الفشل الذريع لحكومة الدكتور هشام قنديل والتى كان اخر حلقاتها الحادث المأساوى الذى أدى الى سقوط أكثر من خمسين شخصا من الاطفال الأبرياء واصابة 17 أخرين نتيجة اصطدام قطار بمدينة منفلوط بمحافظة اسيوط بأتوبيس مدارس ومن قبله بأسبوع حادث الفيوم الذى وقع نتيجة تصادم قطارين بين قريتى سيلا والناصرية بمركز الفيوم .
ورغم تقديم وزير النقل والمواصلات الدكتور محمد رشاد المتيني استقالته واعلانه مسؤليته الكاملة عن الحادث واستقاله رئيس هيئة السكك الحديدية المهندس مصطفي قناوي الا أن هذا لم يشفى غليل أهالى الضحايا الذين فقدوا فلذات أكبادهم نتيجة الفساد والاهمال فاستقالتهم لاتعنى لهم شيئا بل مايهمهم هو الوصول للمتسبب الرئيسى فى الحادث ومحاسبته خاصة وأنهم يعلمون من كوارث اخرى مشابهة أن الامر سيتوقف على صرف تعويضات للأهالى بمبالغ زهيدة لاتتعدى ثمن تليفون محمول وفى النهاية يكون احد عمال السكك الحديدية البسطاء هو كبش الفداء .
ولكن مع تكرار تلك الكوارث فى مصر أصبحنا نعلم السيناريوهات التى ستتبع من قبل النخبة  السياسية مقدما حيث سيتناولون الحادث بالتحليل والتحدث عن أسباب حدوثه مع اظهار التعاطف مع أهالى الضحايا ويبحثون عن سبل تفادى مثل هذه الحوادث المأساوية ووضع خطط للاصلاح  ولكن لا شىء يحدث على أرض الواقع ويبقى الحال على ماهو عليه ويغلق الملف ولايتم تناوله مرة اخرى حتى تأتى كارثة جديدة تذكرنا بما مضى من كوارث وتؤكد أن حياة المواطن البسيط رخيصة لاتساوى سوى بضعة جنيهات .
هنا نحتاج الى وقفة مع أنفسنا والاعتراف بأننا فى منحنى خطر ويجب علينا اصلاح الخلل فى هذا القطاع الذى كشف أن مصر تمر بحالة من الفوضى وتردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية وغياب القانون وانتشار الفساد فيجب الاهتمام باصلاح مرفق السكك الحديدية بالكامل فلن نرضى ابدا بأن تزهق أرواحنا مرة أخرى بدم بارد تحت عجلات القطارات فيكفى ماعاناه الشعب المصرى فى عصر مبارك من فساد واهمال لكافة قطاعاته وعلى الحكومة الحالية أن تبدأ فى الاصلاح الذى وعدت به فلن نقبل أكاذيب ولا مبررات فاما التغيير أو المواجهة .
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق