شاركت دار الإفتاء المصرية بورقة بحثية حول"الشريعة والأخلاق" في المؤتمر الذي عقد بمدينة مونستر الألمانية، بتنظيم من المعهد الألماني للأبحاث الشرقية ببيروت، وبالتعاون مع مركز دراسات التربية الدينية والعقيدة الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية وتحدثت الورقة البحثية التي أعدها الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى، ومدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، بعنوان"البُعْدُ الخُلُقيّ للأحكامِ العَمَلِيَّة في الشَّريعةِ الإسلامِيَّة" (الإحسانُ نَموذجًا)، عن الأخلاق وموقعها في الشريعة الإسلامية،وأنه قد أتى في مدح حسن الخلق وذم سيئها نصوص كثيرة، بما يمكن أن يستخلص من مجموعه أن الأخلاق ليست جزءًا من نظام الإسلام العام، بل هي جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع جوانبه.
وأشار البحث إلى أن الأحكام الخلقية في الشريعة الإسلامية يتعرف عليها بنفس المصادر والأدلة التي يُتَعَرَّف بها على غيرها من الأحكام الشرعية، والمتفق عليه منها أربعة؛ وهي: القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والإجماع، والقياس.وحول الفكر الأخلاقي في تراث المسلمين ذكر البحث طرفًامنإسهامات علماء المسلمين في تأصيل الفكر الأخلاقي بوجه عام، وتراثهم المكتوب في ذلك يصعب تعداده أو حصره.
كما تطرق البحث إلى معنى الإحسان ومكانته في الشريعة الإسلامية حيث بلغت شدة عناية السنة النبوية بالإحسان أن بلغت الأحاديث الواردة فيه بدون المكَرَّر قرابة مائة وخمسين حديثًا، أما ما ورد بالألفاظ ذات الصلة بالموضوع فأضعاف ذلك، وفي هذه الكثرة التي أخذت حيزًا من السنة برهان على أهمية الإحسان ورفعة منزلته.
ولفت البحث إلى أن خلق الإحسان يشكل ظاهرةأخلاقية في الأحكام الشرعية العملية، وقام البحث بتتبع أمثلة من فروع الفقهفي أبوابه المختلفة مما يتجلى فيها معنى الإحسان في العبادات كالطهارةوالصلاة والصيام والزكاة والصدقات والحج، وكذا المعاملات؛ كإتقان العملوالصدق في التعاقدات والبيع والشراء والعفو عن المدين المعسر وغيرها،بالإضافة إلى مسائل الزواج والطلاق والأحوال الشخصية
0 تعليقات:
إرسال تعليق