Ads

أزهريون ضد تسييس الدين

الشيخ محمد عبد الله نصر

 إيمانا منا أن رجال الأزهر الشريف يجب أن ينتفضوا دفاعا عن الدين في الشدائد ، ويكونوا مصابيح تنير الطريق للأمة . ونحن اليوم في أحلك شدة وهى تسييس الدين واتخاذه مطيه للوصول إلى السلطة ، ويجب أن ندرك : الدين الإسلامي " القرآن والسنة " مقدس مطلق لا يقبل الخطأ
والتجارب السياسية في أنظمة الحكم نسبيه تقبل الصواب والخطأ ، ليس لها قداسة ، وهذا الخلط الذي يجري ترويجه ، بين المقدس والمدنس ، بين المطلق والنسبي ، دفع هذه الجماعة الأزهرية ، إلى إصدار هذا البيان :
أولا : لم يعرف الإسلام صورة واحدة ، أو نظاما وحيدا من أنظمة الحكم التي تعاقبت على مر الدهور ، لكنه عرف مقاصد الشريعة العليا ، وفي مقدمتها : مصالح البشر " كل البشر " وقد قال الإمام بن القيم ( الشريعة عدل كلها ، مبناها على مصالح العباد ، وحيثما تكون المصلحة تكون الشريعة )
ثانيا : لا تقوم الدولة على الشعارات الدينية ولا الشرائع ، ولكن تقوم على العدل ( قال الإمام بن تيمية : إن الله يقيم الدولة العادلة ، وإن كانت كافرة ، ويهدم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ) ولنا في البرازيل درسا وعبرة ، التي حكمها الاشتراكي "لولا دي سيلفيا " فتحولت من خرابة إلى دولة تحتل الموقع الثالث عشر في الاقتصاد الدولي ، والأولى في إنتاج الوقود الحيوي .
ثالثا : الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وليس المظهر والشكل ، يقول الشيخ محمد الغزالي : ( إن التدين المظهري وتسييس الدين أخطر على العقيدة من الإلحاد )
رابعا : مراعاة التخصص : للسياسة أهلها وللدين أهله ( قال الإمام الشعراوى : أتمنى أن يصل الدين لأهل السياسة ، ولا أتمنى أن يصل أهل الدين إلى السياسة .
خامسا : إذا فشلت التجربة السياسية اللتى ينسبونها إلى الشريعة ظلما وزورا معناه فشل الشريعة الإسلامية وهذا هدم للدين
سادسا : الشريعة في مجال العبادات والأحوال الشخصية ثابتة ، لا تقبل الاجتهاد أما في المعاملات وفى السياسة ، تقبل الاجتهاد ، فلا يطلق على الاجتهاد في المتغير أنه شريعة ، لأنه رأى وفهم قد يصيب وقد يخطأ ( قال الإمام المراغى شيخ الأزهر رحمه الله : من سمى الفقه ( يعنى الاجتهاد والفهم ) دينا وشريعة ، فقد خالف المعقول والمنقول )
سابعا : الشريعة لا تحتاج إلى نظام حاكم يفرضها على الناس ، ولكن تحتاج إلى مؤمنين يطبقونها ، قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين )
ثامنا : نظرة إلى حال الدول اللتى سيست الدين وأدعت أنها تطبق الشريعة ( السودان حدثت فيها حرب أهلية وتم تقسيمها إلى دولتين ) ( أفغانستان وليست في حاجة إلى كلام ) ( إيران ويمارس فيها المرشد دور مندوب الإله في الأرض ) ( السعودية وتعانى من الاستبداد والقمع والتخلف )
تاسعا : النموذج التركي والماليزي الذي يتحدث عنه من يطلقون على أنفسهم ( أنصار تطبيق الشريعة ) نموذجان للدولة العلمانية المدنية
عاشرا : تعدد القوى الداعية لتطبيق الشريعة هو بالضرورة يعنى تعدد فهمهم للشريعة الواحدة اللتى يريدون تطبيقها وبالتالي فلا يطلق عليها شريعة ( قال الإمام المراغى من سمى رأيه وفهمه للشريعة أنه شريعة فقد خالف الشريعة )
الحادي عشر : يقول الناس أن الأحزاب الدينية بتوع ربنا وهذا أمر لا مجال لمعرفته إلا إذا شققت عن قلوبهم أو اطلعت على نياتهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد ابن الوليد بعد أن قتل من نطقوا بالشهادتين متعللا أنهم قالوها خوفا من السيف فقال له أشققت عن قلوبهم , فمعيار الاختيار هو الكفاءة وليس التدين فقد طلب أبو ذر الغفاري رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم الإمارة فقال له انك لا تصلح لها وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة مشرك فالله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
لا لتسييس الدين لا لهدم الدين

0 تعليقات:

إرسال تعليق