Ads

الايحاءات والعقائد

بقلم/ زهرة يونس

للإعلام الدور الأكبر فى تشكيل وعى الأفراد حيث يبث الثقافات والتناقضات المطروحة بالمجتمع والرؤى الفكرية المختلفة عبر الوسائل الاعلامية المتعددة. وتتنوع صور بثها لتصل إلى الفرد بصورة درامية أو حوارية أو إعلانية أو غيرها.
ومع التقدم التكنولوجى وسهولة التواصل مع الثقافات المختلفة والضغوط المجتمعية التى يعيشها الفرد ولا تخلو من تناولها أبواق الإعلام المختلفة نجد التهاون بالقيم والمبادئ والمهنية فى عرض موضوع ما بعينه، والإستسهال فى إختيار منحى معين يتكرر تناوله دون غيره من المناحى الأكثر أهمية وتأثيرا فى المجتمع لجذب المشاهد، هذا ماجعل للإعلام أثرا عكسيا على المشاهد فى تشتيت ولهو الفكر عن قضاياه الأساسية، والسعى لتهميش العقلية المشاهدة بحيث تهد قوى الإبداع أو حتى النقد البناء لما يطرح على الشاشة من إيحاءات متكررة ومتعمدة بقصد نزع جذور العقائد والتخلي عن القيم و العادات .
فإذا كان الإعلام مسيسا أو موجها أو أن الرقابة والقوانين المتاحة كلها تسير فى إتجاه واحد يغذى هذا الخلل، قد تراودنا المحاولة لبث الإتزان القيمى فى وضع المناهج التربوية، وتفعيل الدور الإجتماعى للمدرسة والجامعة، والتكاتف الأهلى مع المؤسسات المجتمعية لإحياء الثقافة والمحافظة على التراث، فقد يكون لهذه الجهود إذا ماتمت كما ينبغى لها أن تجابه الأثر السلبى للإعلام وخلق قاعدة ثقافية ومجتمعية تعيد للفرد هويته وتطفئ أبواق الإيحاء والصخب الفارغ خاصة مع التقدم الذى نشهده فى التواصل والإطلاع على الثقافات الأخرى.

زهرة يونس