Ads

الصهيونية السوداء أحد أدوات إسرئيل لإختراق أفريقيا


بقلم / سهام عزالدين جبريل

  سعى الكيان الصهيوني الى التقرب من الدول الأفريقية من خلال نشر فكر مايسمى بمصطلح "الصهيونية السوداء"  كوسيلة للتقرب للشعوب الافريقية ،
 والصهيونية السوداء هى دعوة كانت قد انتشرت في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين ، من قبل بعض القيادات الزنجية التي تبنت قضايا حقوق الانسان ونشر الوعى الأسود حيث ربطت بين مصطلح العودة في الفكر الصهيوني إلى أرض الميعاد وبين عودة السود الامريكان الى جذورهم الاصلية في افريقيا، والتى استغلها مؤسسى الحركة الصهيونية وربط  ذلك بينه وبين العديد من المواقف التي عاشها اليهود مثل عقدة الاضطهاد التاريخى منذ محرقة الماسادا وحتى الهولوكست ومعاداة السامية وبين ماعاشة الافارقة من معاناة واضهاد وعنصرية ضد السود ،
وبرغم فشل هذه الدعوة ، فإن إسرائيل قد استغلت الأرضية الفكرية لها للترويج لفكرة الوطن القومى اليهودى في فلسطين والتغلغل في الدوائرالأفريقية والإعلامية داخل الدول الأفريقية .
وتفيد المصادر التاريخية أن الاهتمام الصهيوني إتجه إلى أفريقيا ، مبكرا وكان يحمل العديد من التوجهات واختار مداخله الرئيسية في العديد من المناطق  من أهمها : القرن الأفريقي ودول حوض النيل وحتى جنوب افريقيا ، حيث بدأ الفكر الصهيوني نشاطه الترويجى في القارة السوداء منذ البدايات الأولى لتأسيس دولة إسرائيل ، إضافة إلى أنه من بين المقترحات التي كانت مطروحة لإقامة الدولة الصهيونية ضرورة إقامتها في أوغندا تحقيقاً لأسطورتهم القائلة بامتداد دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل ، ورغم أن الصهاينة استقر رأيهم على إختيار أرض فلسطين إلا أن أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي ظل لها إهتمام خاص في إستراتيجية بني صهيون ، من منطلق أنه لِكي يتحقق حلم (إسرائيل الكبرى) فلا بد من تأمين الطرق والمنافذ ومحاصرة مصر والدول العربية المعادية لهم ، ووضعوا الأساليب والطرق التي تمكنهم للدخول الى أفريقيا من خلال توفير المصادر الاقتصادية وفتح مجال الاستثمار وتأسيس الشركات العاملة في العديد من المجالات ، ولم يكن يتأتى لها ذلك إلا من خلال نشاط اعلامى وثقافى واقتصادى مكثف وتحرك دبلوماسي على مستوى عال وذلك لاستقطاب الدول الافريقية وكسب الساحة الافريقية حيث كان كل ذلك على حساب الامن القومى العربى ،  
كما أنه ومنذ عدة عقود إخترق مشهد الواقع الأفريقي ظاهرة انبعاث اليهودية بتراثها الأفريقي، إذ ادعت جماعات إثنية وقبلية مختلفة صلاتها بالديانة اليهودية. بل إنها حاولت أن تقيم علاقات قربى ونسب مع بعض القبائل الإسرائيلية المفقودة في أفريقيا وكما تدعى لذلك وتدعمة  أدوات الفكر الصهيونى ، 
حيث تفصح عملية تتبع الهويات اليهودية لدى الأفارقة عن وجود قدر لا بأس به من الأساطير والمعتقدات التي شكلت ملمحًا أساسيًّا للتقاليد التوراتية في أفريقيا في مواقف وسياقات متعددة.
وقد أفضى ذلك التلاقي عبر الزمان والمكان، والذي اتخذ أشكالا عدة وفي سياقات تاريخية مختلفة، إلى ظهور هوية يهودية جديدة لدى بعض المجتمعات الأفريقية التي تمسكت بمفهوم الشتات وما يرتبط به من معان ودلالات رمزية تتجة نحو هذه الافكار .
ومن أبرز الأمثلة على تلك الجماعات الأفريقية الأبايودايا في أوغندا والإيبو في نيجيريا واللمبا في الجنوب الأفريقي والفلاشا في إثيوبيا. ويلاحظ وجود بعض الجماعات الصغيرة الأخرى في دول مثل غانا والكاميرون ،  تمارس بعض "أشكال الطقوس" اليهودية.
بل إنه هناك من يدعى ان جذور قبائل جنوب السودان تنتمى اصولها الى نسل النبى يعقوب عليه السلام ، كما أن هناك التقاء في فكرة إقامة هيكل سليمان بين الديانة اليهودية وبين العقيدة السليمانية التي تنتمى اليها القبائل المسيحية في اثيوبيا والتي تدعى انها ترجع أصولها الى سيدنا سليمان بن دواد ،  
وإذا كانت الدراسات التاريخية والأنثروبولوجية قد ركزت على ظاهرة يهود الفلاشا في إثيوبيا فإنها أهملت في نفس الوقت باقي الحالات. التى تروج للعديد من الافكار الصهيونية من منطلق بعث فكر ظاهرة "اليهودية السوداء" في أفريقيا ، والتي أوجدت اسرائيل مساحة لها داخل بعض الجماعات الأفريقية وأصبحت أحد أدواتها الدعائية لإختراق القارة الافريقية .
------------------------------
تحياتى / سهام عزالدين جبريل