Ads

بوتقة الادب

ليلى كمون
لو تأملنا في كل مدارس النقد الأدبي لن نجد البتة أي اثر لخصوصية الجنس في الأعمال النقدية لتقييمها. فالناقد من المفروض أن يتجرد من كل واعز يؤثر على مدى مصداقيته في النقد البناء وان لا ينظر إلا لما بين يديه من مادة أدبية ليتناولها بالتحليل وبالدراسة موضوعيا بغض النظر عن جنس كاتبها وعن كثير من الاعتبارات الأخرى كالقرابة والمصلحة ....الخ وهو إن خرج عن هذا النطاق وعجز عن احترامه فان طرحه النقدي لن يخضع لمعايير الحياد ولن يبلغ الفاعلية المرجوة وسيكون في أقصى الحالات ضربا لا أكثر من الانتقاد والتشهير أو الثناء أو الدعاية وذلك حسب نوعية العلاقة التي تربطه بمن يتناوله بالنقد .       
أما بخصوص الأديب في حد ذاته فليس على كلا  الجنسين أن يكتب كل منهما بصفة جنسه إذ نقف في العديد من القراءات لأديبات يكتبن على لسان المذكر و العكس موجود أيضا وهذا من وجهة نظري المحايدة لكاف بمفرده لنفي القول بوجود منطق تقسيم الأدب لرجالي و " نسوي "  باعتبار أن الأدب ترجمة الحروف  لمشاعر وأحاسيس تعكس ما يعتمل بالذات البشرية سواء لمواقف أو حالات من واقع معاش أومن نسيج خيال قد يؤدي بصاحبه إلى تقمص لسان حال الجنس الآخر في المخيلة وبالتالي في الأعمال الأدبية  التي ستعكس بالضرورة ما يعتمل  في داخلها من الأفكار والمشاعر .
وبناء على ما ورد آنفا فان الأدب لا يمكن فصله عن صفة الشمولية ومن هنا يستحيل إخضاعه للتقسيم حسب جنس الأديب أو حتى لمجرد التسمية النظرية على هذا الأساس وإلا فانه لا محالة سيصبح مفرغا من أجل هالاته وأصدق صفاته .

0 تعليقات:

إرسال تعليق