بلا تأشيرةِ سفرْ

‏

علاء الدين هدهد‏ 

أرنو إليكِ
فترةُ صمتٍ
همهماتٌ
وسوساتُ
إنطلاقٌ عبرَ الأثيرْ
أتقدمُ
أتكلمُ 
أتلعثمُ
أُحيطُ بالحنينِ كتفيكِ

ترقبٌ وتملمُلْ 
نظرةٌ وتأملْ
رجفةٌ تسكُنُ الأهدابْ
اقترابْ
ثمَ لمسةٌ لدفءِ كفيكِ

أمواجُ البحرِ تُنادينى
شراعٌ من بعيدٍ عبرَ الأُفقْ
ويدٌ ومجدافْ
ها أنا اقتربْ
ها أنا أدنو ثمَ أدنو
انحنى على الاعطافْ
أنا أرتعشْ
لا أحتملْ
ها أنا وقد أقعْ 
ها أنا وأنا قد ثملْ
ينادينى الخوفُ ولا أخافْ
كلُ النوافذِ تتفتحُ
أترنحُ
أتمسحُ
أسقطُ
ثمَ أنزلقْ
ثم أرتمى
ترنمى
تكلمى
تغنجى ولو بحرفٍ طائشٍ
ها خيمتى
وها وجهتى
هنا على أبوابِ شفتيكِ
حنانيكِ
السهمُ من قوسهِ إنطلقْ
الشهدُ بلونِ الشفَقْ
والشهدُ عبقْ
والشهدُ يمٌ وإنفلقْ
والشهدُ غسقْ
والشهدُ مُسالٌ كما كاساتِ الراحْ
والشهدُ بطعمِ التُفاحْ
والشهدُ مُزاحْ
ضمينى داخلَ عينيكِ

ما كلُ هذا الغموضْ
دَعْنى أقودْ
دَعِينى أقودْ
اشْعَلى الحطبْ
اوقدى الوقودْ
هلُمّى على دربِ السهرْ
انهُ الخمرْ
سكراتٌ على إثرها خَدرْ
احترسْ
إنهُ الخطرْ
هو كما قطراتِ الندى
أو كما سيلِ المطرْ
أو شلالٍ برحيقٍ ينهمرْ
لن تستطعْ
لن تقتدرْ
لن تعرفَ منهُ يوماً خبرْ
لن تعرفَ عنه يوماً قدرْ
هو المتاهةُ والحياةْ
هو الحبُ والأملْ
هو رحلةُ العُمرِ قبلَ العُمُرْ 
هو السؤالُ لمَنْ سألْ
كيفَ السفرُ بلا تأشيرةِ سفرْ
كيفَ السفرُ بلا تأشيرةِ سفرْ