*
استعادة الهيبة *
بقلم الصحفية والإعلامية هيام محى الدين
أرجو
أن نكون جادين هذه المرة ؛ أقول ذلك بعد تصريحات رئيس الحكومة المهندس إبراهيم
محلب بأن الدولة ستخوض حربا شرسة ضد مغتصبي الأراضي وأن قرارات لها قوة القانون
ستصدر في هذا الشأن خلال أيام وقدر رئيس الحكومة مستحقات الدولة في الأراضي المغتصبة
94 مليار جنيه.
مهم
جدا أن تستعيد الدولة ما نهبه هؤلاء الفاسدون ؛ لكن الأهم أن يدرك الجميع أن هناك
دولة وأن هناك قانونا وأن هناك ثورة لن يكون لها معنى إلا إذا استردت الحقوق
الضائعة وإقامة العدل الذي غاب طويلاً.
أرجو
أن نكون جادين هذه المرة ، أنها الحرب يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فتطور
الأحداث الإرهابية بهذه السرعة وهذه الحرفية النوعية بينما نجد رد فعل الدولة أقل
حرفية وأكثر بطئا ففي الوقت الذي تؤكد فيه يا سيادة الرئيس أن مصر في حرب لا نجد
إجراءات تنفيذية على الأرض تعكس حالة الحرب ؛ فلا يمكن مواجهة الأخطار والمؤامرات
الداخلية والخارجية بإجراءات اعتيادية فمصر تخوض معركة وجود .. حيث تحتشد ضدها قوى
التطرف والإرهاب المدعومة من دول وجامعات أجنبية ليس لها هدف سوى كسر هيبة الدولة
المصرية وجيشها فهذه القوى التخريبية لم ولن تتوانى عن تحقيق الهدف المرسوم لها وهو
استهداف أكبر عدد ممكن من جنود وضباط قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية حتى يؤثروا
على معنويات الباقين ليصلوا إلى هدفهم الخبيث ، ومصر لن تركع ولن تستسلم أمام
الإرهاب الأسود وستبقى هيبة الوطن والدولة فمصر فوق الجميع ؛ فقد نجحت ثورة 30
يونيو عندما انتفض الشعب كله في ملحمة وطنية مخلصة واعية ومدركة وكان الشعب على
أتم استعداد للتضحية بالمال والنفس فلن تنال التفجيرات الغادرة التي تستهدف أمن
الوطن وسلامته لن تنال من عزيمة المصريين في التصدي للإرهاب وسنظل دائما خلف
قيادتنا الوطنية وخلف قواتنا المسلحة الباسلة وخلف رجال الشرطة وخلف القضاء العادل
وكل مؤسسات الدولة وسنظل دائما يدا واحدة من أجل أمن وطننا ولن يستطيع أحد أبداً
أن يزرع الفتنة بيننا ؛ ولكني أرى أن القيادة كانت حتى العملية النوعية الأخيرة في
سيناء كانت تتبع أسلوبا أقرب للعمليات الأمنية الاعتيادية في زمن السلم منه إلى
العمليات العسكرية الحرفية في زمن الحرب ؛ فتكرار تفجير عبوة ناسفة أمام جامعة
القاهرة بنفس الأسلوب للمرة الثانية والتطور النوعي للعملية الإرهابية الأخيرة في
سيناء يتطلب أن نتخذ فورا إجراءات زمن الحرب لا وقت السلم وأعلم أن هيئة أركان
الجيش الثاني الميداني قد وضعت خطة عسكرية شاملة للقضاء على الإرهاب في سيناء في
ديسمبر 2012 وكانت تتضمن إخلاء المنطقة الحدودية مع قطاع غزة من السكان المدنيين
بطول سبعة كيلو مترات وعمق عشرة كيلو مترات ثم استخدام قذائف المدفعية الثقيلة ومدافع
الدبابات والقصف الجوي بالصواريخ والقنابل المضادة للأفراد ثم تمشيط المنطقة بقوات
من الصاعقة والمدرعات مع فرض حصار على المنطقة بأكملها وتحويلها إلى ما يسمى في
التعبير العسكري بالأرض المحروقة ؛ ولكن القيادة السياسية الإخوانية وقتها رفضت
بحسم تنفيذ الخطة ؛ كما ترددت القيادات السياسية بعد 30 يونيو وفض اعتصامي رابعة والنهضة
في تنفيذها ؛ حفاظا على صورة مصر في الخارج بعد الدعاية الضخمة التي قام بها
التنظيم الدولي للإخوان ضد ممارسات مصر في مواجهة الإرهاب.
وبعد
تغير الوضع الدولي ووضوح خطر الإرهاب على العالم أجمع ؛ وبعد التعاطف الكبير الذي
شمل كثيرا من دول العالم مع ما تقوم به مصر من محاربة الإرهاب وخاصة الإدانة العالمية للمذبحة الأخيرة؛ فإن تهجير
السكان المدنيين وعددهم لا يتجاوز بضعة آلاف من منطقة اختباء العناصر الإرهابية
لتكون للقوات حرية التعامل مع هذه العناصر دون خوف على سقوط مدنيين أبرياء ؛ أصبح
ضرورة ملحة يجب البدء في تنفيذها فوراً ؛ وقد تم تهجير سكان مدن القناة بمئات الألوف
بعد عدوان 1967 ؛ ولن يكون تهجير عدد ضئيل نسبيا من منطقة محدودة في سيناء أمرا
مخالفا لحقوق السكان في زمن حرب ؛ علينا أن نكون حازمين وجادين في إعلان حالة حرب
حقيقية تقضي على هذا الإرهاب الأسود من جذوره ودون رحمة فهيبة الدولة المصرية بكل
مؤسساتها أمام اختبار حقيقي ولابد أن نجتازه بنجاح.
هيام
محي الدين
0 تعليقات:
إرسال تعليق