الدكتور عادل عامر
انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة كلا من أنجولا وماليزيا ونيوزيلندا وإسبانيا وفنزويلا كأعضاء غير دائمين بمجلس الأمن الدولي، وذلك في دورته لعامي 2015 و2016. وقد علقت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على انتخاب فنزويلا والذي تم بالتزكية عن مجموعة أمريكا اللاتينية أن سلوك فنزويلا بالأمم المتحدة يتناقض مع روح ميثاق المنظمة الدولية، كما أن انتهاكها لحقوق الإنسان داخل البلاد لا يتماشى مع خطاب ميثاق المنظمة. وأضافت البعثة الأمريكية- في بيان أصدرته أمس الأول- أنه يتعين على مجلس الأمن أن يتحد في مواقفه إزاء كافة التهديدات المشتركة ابتداءً من محاربة تنظيم داعش ومكافحة انتشار فيروس إيبولا إلى التصدي للمواجهات الجارية في مالي وإفريقيا الوسطى.
وأشارت إلى أنه على جميع الأعضاء بمجلس الأمن الوفاء بتطلعات هؤلاء الذين أوكلوا إليهم تلك المسئوليات الجسام.تمت عملية الترجمة بلا تصرف إلا فى ضوء تنظيمى للحفاظ على تماسك النص بما يماثل النص الأصلى، ولذا تم الحفاظ على لغة الخطاب الموجهة أساساً الى الرئيس أوباما وليس إلى الجمهور العام . كما رأينا أنه من الأمانة نقل السيرة الذاتية المرفقة عن مؤلف كل توصية لأهمية ذلك فى جوهر المتن، وما لاحظناه هوأنه لم يغب مؤلفاً واحداً عن العمل المباشر أو الغير مباشر مع وكالة الأمن القومى الأمريكى فى وقت ما من حياته على إختلاف مناطق تخصص هؤلاء الباحثين الشيوخ كلهم بإستثناء مذكرة المناخ حيث لم يتضح ذلك. وتنقسم مجموعة التوصيات والتى بدأت السياسات الأمريكية كما يبدو تبنيها منذ العام الماضى كما يتضح من الأحداث إلى خمسة فئات مصنفة : حسب أهمية القضية للمصالح الأمريكية على المدى البعيد،أو خطورة عواقب نتائجها فى حالة وقوع السيناريو الأسوأ ،أو مستوى النقلات الذى تمكنت منه السياسة الأمريكية من إنجازه ، وإذا ما كان ينصح بنقاط توقف أو أماكن يجدر عندها مواصلة الضغط.
ومن ثم يحمل عنوان كل فئة فى حد ذاته إلى الرئيس الأمريكى نمطاً أدائياً لتنفيذ السياسات التى ُينصح به. وتضم تلك الفئات الخمسة من التوصيات العناوين التالية : “الرهانات الكبيرة”، “مضاعفة الضغط السفلى” ، “البجعات السود”، “الكابوس” و”القبضة” . ولنلقى لمحة مختصرة حول دلالة كل عنوان كل فئة من الوصايا. السيسى يوجه صفعه جديدة لقوى الإرهاب و الدول العظمى تساندة القوى السياسية :- كلمة الرئيس أمام الولايات المتحدة أعادت للدولة هيبتها و أطالت رقاب فقراء مصر و أستعطفت الدول الكبرى لبدء مكافحة الارهاب من خلال دعوته للمكافحة و الحديث عن داعش للإسراع فى مكافحة الارهاب مشروع قناة السويس و حاجة العالم لمثل هذة المشروعات الكبرى لتسهيل الحركة بينهم . حديثه أمام الجمعية العمومية أثارت الجدل للقوى السياسية حول التغير وراء مكانة مصر كادولة حريات و دولة مكافحة للإرهاب و إثارة الجدل فى الشارع المصرى من خلال تحقيق مكانة مصر المرجوة أثارت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأربعاء، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حول ضرورة توسعة التدخل الدولي ضد الإرهاب فى المنطقة، ردود أفعال واسعة داخليًّا، حيث رأى البعض أن السيسى يطالب أمريكا بضرب تلك البلاد، كما يرى البعض الآخر أن هذه التصريحات طبيعية وسط ما تشهده مصر من تحديات أمنية ومحاصرة من الإرهاب على الحدود الغربية والجنوبية أحيانًا. أنه ليس من المصلحة دعوة حلف الشمال الأطلنطي أو الغرب بصف عامة، للتدخل فى الحرب ضد الإرهابيين مثلاً فى سيناء دون ضوابط، لافتًا إلى أن الإرهاب غير متمثل فقط فى “داعش” وإنما هي جماعات متواجدة في أماكن أخرى قد يكون شكل الصراعات بها أقل حدة ولكنه أكبر تأثيراً، ومن المحتمل أن يكون السيسي يقصد الجماعات “الراديكالية” أو الانفصالية في ليبيا التي تؤثر بشكل سلبي على استقرار عمليات تصدير البترول. أن السيسي لم يتحدث عن حركات إرهابية بعينها، وإنما لفت إلى ضرورة التنسيق مع الدول الأخرى، فمصر تعاني أيضًا من الإرهاب، وقد يكون أقل حدة من سوريا أو العراق، مضيفًا أن مصر لديها قنوات اتصال للحوار مع حلف الشمال الأطلسى من خلال السياسية المتوسطية منذ التسعينيات، وقد يقدم لنا حلف الشمال الأطلسي الدعم ضد الإرهاب بشكل مختلف عن التدخل المباشر، فمثلاً الولايات المتحدة تعطينا السلاح، ولكن حلف شمال الأطلسي قد يدعم مصر بأشكال أخرى منها تقديم معلومات استخباراتية، أو خرائط جوية لبعض التجمعات غرب الحدود المصرية، أو في سيناء، أو صحراء النقب، والقدرات المصرية تستطيع التعامل مع تلك المعلومات بنفسها. أن أحد أشكال الدعم المطلوبة أيضًا هو إيقاف الدول أعضاء حلف شمال الأطلسى عن الاعتراف بجماعة الإخوان، والجماعات التى تتعامل معها، وإدخالها فى قائمة الجماعات المحظور التعامل معها ومنع التأشيرات لدخول هذه الدول لمثل هؤلاء، ورصد التمويلات التى تقدم إليهم وتقديم كل تلك المعلومات لمصر للتعامل معها بالأشكال القانونية، مؤكدًا أنه لا يجب أن تتدخل أمريكا سواء جويًّا أو بريًّا ضد الإرهاب فى مصر، وإنما قد تدعم مصر ببعض أرقام الحسابات الممولة للإرهاب، وأن تعترف بضرورة مجابهة الإرهاب من الجانب المصري وتقدم الدعم بالمعلومات.
فأمريكا هى التى صنعت الإرهاب ونشرته فى المنطقة لخدمة أغراضها، ونرى أن هذا السيناريو تكرر أكثر من مرة، فحيث ينتشر الإرهاب تضرب أمريكا دولاً وتضعف هذه الدول كما حدث فى أفغانستان من قبل والعراق وغيرهما”، مشيرًا إلى أنه من الخطأ أن تنفرد أمريكا بمثل هذه الخطوات وأن تتحرك خارج إطار الأمم المتحدة. أنه لا يمكننا أن نقبل الآن بسياسة القطب العالمى الواحد خصوصًا بعد عودة روسيا إلى المشهد بشدة، وتنامى الدور الصينى العالمى، كما أن تصريحاتنا من هذا النوع تعبر عن تقصير شديد فى أدائنا العربي، مشيرًا إلى أن أي تحركات ضد الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية كان من المفترض أن تتم بناء على تحركات من جامعة الدول العربية التى تملك الحق فى ذلك دوليًّا بناء على اتفاقية الدفاع المشترك، ولكنهم لا يفعلون شيئًا. ، إن وجود الإخوان والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى يشكل خطراً على المنطقة بأكملها، كما لا يمكن التوقع ماذا سيفعلون بمصر، لذلك فتصريحات السيسي صحيحة من حيث الشكل، خاصة أنه أكد احتفاظ مصر بحق حماية أمنها القومي “منفردة”، وإذا اقترن الكلام بما سبقه ولم يتم اقتطاعه من نصه، سنعرف أن السيسي يتحدث عن تحرك قواتنا بدعم عالمي تحت مظلة الأمم المتحدة إذا استدعى الأمر ذلك. أن جماعة الإخوان متواجدة في السودان، ويقاتلون فى ليبيا الآن التى وضعها صعب وخطير جدًّا، كما أن الجيش الليبي أصبح ضعيفًا ويحتاج إلى إعادة بناء وتأهيل؛ لذا فمن الطبيعي أن تعبر مصر عن قلقها إزاء الإرهاب المتصاعد حولها، وتطالب العالم بالتركيز على هذا الأمر.
كشفت وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، عن مضمون الكتيب الذي نشرته لدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن عامي 2016-2017، والذي احتوى 7 نقاط أساسية دعمت هذا الترشح.
1- عضو مؤسس للأمم المتحدة
قال الكتيب إن مصر عضو مؤسس في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنها لعبت دورا مؤثرا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين خلال العقود الماضية، كما كانت ملتزمة بتعزيز العمل الدولي من خلال الأمم المتحدة لتحقيق الأمن الجماعي ودعم الأهداف السامية الواردة في أغراض ومبادئ الميثاق.
2- التزام نحو السلام والأمن الدوليين
مصر لا تزال تكرس جهودها لتأسيس نظام متعدد الأطراف من الحكم العالمي القائم على أمم متحدة قوية، إنطلاقا من التزامها بالركائز الأساسية للأمم المتحدة: السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما ساهمت بجهد كبير في أعمال المنظمة منذ عام 1945. وتتمتع مصر بعضوية جميع الوكالات المتخصصة وجميع الهيئات الأخرى ذات الصلة داخل منظومة الأمم المتحدة، كما يأتي ترشح مصر، بحسب الكتيب، انطلاقا من دورها المؤثر والبناء في تعزيز السلام والاستقرار الدوليين على الصعيدين الإقليمي والدولي بعدما تم انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الأمن أربع مرات: 1949-1950، 1961-1962، 1984-1985، 1996-1997.
تستضيف مصر العديد من المكاتب الإقليمية التابعة للأمم المتحدة بما في ذلك مكتب تنسيق الشئون الإنسانية "UNOCHA"، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين "UNHCR"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP"، وبرنامج الغذاء العالمي "WFP"، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "UNDOC"، ومنظمة الصحة العالمية "WHO"، وصندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA"، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "UNESCO".
3- شريك في السلام الإقليمي والعالمي
يقول الكتيب إن مصر كانت ملتزمة دائما بدعم كافة الجهود المبذولة من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتعزيز السلام في مناطق النزاع، بما في ذلك في القارة الإفريقية، والشرق الأوسط، وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وكفاعل دولي في مجال السلام، وكعضو مؤسس في العديد من المنظمات الدولية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، حرصت مصر على الانخراط في العديد من المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وجلب الاستقرار في دائرتها الإقليمية والدولية.
كما كانت في طليعة الجهود الرامية إلى التوصل إلى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، بعد أن كانت أول بلد عربي يبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، فضلا عن مشاركتها في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، إضافة إلى المشاركة في تسهيل عملية أوسلو للسلام، وتستمر مصر في لعب دورا حاسما في قيادة الشرق الأوسط نحو السلام والاستقرار.
4- مساهم ملتزم في بناء السلام والاستقرار
دعمت مصر بنشاط الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام منذ إنشاء أول بعثة مساهمة في عام 1948، وكانت المساهمة الأولى لها في بعثات حفظ السلام في عام 1960 في الكونغو، ومنذ ذلك الحين ساهمت في 37 بعثة من بعثات الأمم المتحدة تضم أكثر من 30 ألفا من قوات حفظ السلام المصرية، وتتواجد في 24 بلدا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وتعد مصر مساهم رئيسي بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتساهم حاليا بـ2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة لذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في تسع بعثات لحفظ السلام وهي:UNAMID، MONUSCO، UNOCI، UNMIL، UNAMI، UNMISS، MINSUMA، MINURSO، MINUSTA.
5- شريك للتنمية
أنشأت مصر في يوليو 2014 الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بهدف تقديم المساعدة الفنية للدول الإفريقية والإسلامية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال بنى تحتية أفضل، وبناء القدرات والمشروعات التنموية وتعزيز التعاون المباشر بين الدول النامية والمتقدمة من خلال تعاون ثلاثي.
6- الأمن الدولي والإقليمي
أشار الكتيب الدعائي إلى مبادرات مصر الهادفة لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي، لا سيما فيما يتعلق بتشجيع إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما كانت من بين أول الدول الداعية لوضع قضية مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الأمم المتحدة بوصفها ظاهرة عالمية تهدد السلم والأمن الدوليين.
7- بناء القدرات الإفريقية
ساهمت مصر بشكل فعال في تدريب الخبراء الأفارقة المنخرطين في عمليات حفظ السلام من خلال مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على حفظ السلام وتسوية النزاعات الذي أسسته وزارة الخارجية عام 1994، إضافة إلى الدورات التدريبية المقدمة لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال.
لقد توسع نفوذ مجلس الأمن القومي بعد انتهاء الحرب الباردة، فقد رفعت القيود الأساسية عن عملياتها، وتقلصت على أقل تقدير، ففي الـ 45 سنة الأولى من تأسيسه، كان كل قرار يتخذه المجلس تقريبًا خاضعًا لتأثير حسابات ردة فعل الاتحاد السوفيتي، أما بعد الحرب، الباردة فإنّ الولايات المتحدة كقوة أحادية لا تثقلها أعباء، مثل هذه الحسابات، فصناع القرار لم يعودوا قلقين من عواقب أفعالهم، بل تطورت في ظل أحداث الحادي عشر من سبتمبر
فقد كان جورج بوش ميالًا في البداية إلى تفويض صنع السياسة الخارجية إلى شخصية وطنية مميزة، ولكن ذلك لم يستمر طويلًا فقد هزت أحداث 11 سبتمبر في السنة الأولى، وانتقلت السياسة إلى البيت الأبيض لا تهيمن عليها مستشارة الأمن القومي، وإنما نائب الرئيس، ومجموعة من المسئولين ذوي الدوافع العالمية في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، وقـد لقوا أذنا صـاغية في إعادة تعريفه: بأنه القائد الأعلى لأمة في حالة حربوإذ كان بوش قد أكد طيلة حملته الانتخابية في العام 2000، أنه سيقود سياسة خارجية متواضعة، ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر خلقت سياسة مغايرة، فقد تلقى الدعم غير المشروط من الرأي العام الأمريكي على إثر الحرب ضد الإرهاب، لكن غزو العراق في العام 2003، جعل هذا الدعم يتبخر، وفي الوقت نفسه، فإنّ لجنة التحقيق حول أحداث 11 سبتمبر،
أشارت بشكل واضح إلى العجز الخطير في آلية القرار، وسوء الأداء للأجهزة المنظمة، ولهذا أصبح هناك التحول بتحريك بيروقراطي حقيقي، وبنظام مجلس الأمن القومي الذي هو غير فاعل من أجل تطويق الأخطاء في عملية صنع القرار، لأن هذا المجلس يبدو، وكأنه خاضع للتحزب، ولرغبات وطموحات بعض المتنفذين من صناع القرار ومهما كانت النظرة للنظام الأمريكي، فإنّه يتطلب من الرئيس خبرة في الشئون الخارجية، ولكن بوش قليل الاهتمام بالشئون الخارجيةوفي هذا المناخ السياسي برزت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي، ومع هذا المركز الحيوي الذي احتلته رايس، الذي يعد أقرب إلى الرئيس الأمريكي من أسلافها الستة عشر الذين تقلدوا هذا المنصب، فقد خصصت رايس نفسها لملء مركزها، حيث كانت تقضي على (وفق تقديرها) ما بين ست إلى سبع ساعات يوميًا إلى جانب الرئيس، وهي أيضا فرد غير رسمي من عائلة بوش، حيث أفردت لها حجرة خاصة في كامب ديفيد تحل فيها ضيفة دائمة على أسرة بوش. واستمدت رايس رؤيتها حول الطريقة التي يجب أن يعمل على أساسها الفرع التنفيذي في المجلس، كما هي الحال العديد من أعضاء فريق عمل بوش الابن، ومن خبراتها كعضو في مجلس الأمن القومي إبان إدارة بوش الأب، إذ تدرجت على يد سكوكروفت، مستشار الأمن القومي آنذاك،
ويعد مجلس الأمن القومي في أيامه أنموذجا للتنظيم والإدارة الناجحة في مناهج التعليم العالي في عملية صنع القرار، فحين تتكلم رايس عن الرئيس، فإنك لا تلمس في كلامها أية إشارة واضحة إلى ازدواجية أو تضارب، فهي شديدة الولاء له، وهما يتبادلان التقدير والإعجاب، ويقول وزير الخارجية في ولايته الأولى كولن باول (إدارة الرئيس بوش الابن تشبه إدارة الرئيس بوش الأب، في كون الاثنين على استعداد إلى أخذ المبادرة والتصرف، إلاّ أنه في إدارة بوش الابن كانت الأمور تتم بتشاور وتأنٍّ، في حين أن إدارة الرئيس بوش الابن تسودها دراسة المعطيات، وتحليلها، ومقارنتها بالمعلومات الموجودة أكثر مما تعتمد على الذكاء، لكون الرئيس الابن يعرف ما يريد أن يفعله، وما يريد أن يسمعه، وكيف يتم إنجازه في حين يشير سكوكروفت مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس بوش الأب، إلى موضوع عقيدة صانع القرار بالقول؛ إن التحول الذي حدث في شخصية الرئيس قد نتج عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فالرئيس بوش هو متدين جدًا، ويعتقد أن هناك شيئًا فريدًا،
إن لم نقل مقدسًا في كارثة مثل تلك التي حدثت في التاريخ، حيث كان هو في سدة الرئاسة، إذ يعتقد بشكل أو آخر إنما حدث هو مقصود أن يحدث وهو رسالة موضوع (الحرب على الإرهاب)( لكن ما حدث من مفارقة صارخة بين الإيمان، وما يؤمن به بوش، وبين ما حصل في العراق من أحداث (سجن أبو غريب) لا يلتقيان أبدًا فكثيرون هم الرؤساء الأمريكيون الذين أكدوا تعلقهم بجذورهم الدينية، فاستشهدوا في خطاباتهم باقتباسات من الكتاب المقدس، إلاّ أن الدين لم يفرض يومًا وجوده في الحياة السياسية الأمريكية قبل أن يطأ جورج بوش الابن عتبة البيت الأبيض، هذا ما انعكس على مجلس الأمن في الانقسام الحاصل في كواليسه بين اختلاف الشخصيات، وأسلوب إدارة المؤثرين فيه، فقد صرحت رايس حينما كانت مستشارة الأمن القومي: (لقد أردت بالفعل أن يكون مجلس الأمن القومي كما كان عليه في عهد برنت سكوكروفت، وهو مجلس صغير يلتزم بقيود محددة وآلية التعاون فيه معززة من الناحية العملية) ، ولأجل أن تصل إلى هذه النتيجة حاولت رايس أن ترسي ثقافة أن يكون المساعدون على أهبة الاستعداد لتنفيذ أوامر الرئيس عندما تقول: (أمضي كثيرًا من الوقت حين التقي بكل مدير جديد، وهؤلاء يقولون لكم: إنّني كنت أردد دائمًا على مسامعهم: إن مسئوليتكم الأولى هي تلبية طلبات الرئيس، فلو أن الرئيس كانت بين يديه ورقة من قياس وهو يطلبها من قياس ، فإنّ واجبكم أن تعملوا على تعديلها كما يريد). وبسبب تأثير أيديولوجية المحافظين الجدد وبدون أدنى شك، فقد أثرت في عملية صنع القرار في فريق الرئيس بوش، وبالأخص منذ الحادي عشر من سبتمبر أكثر من كل الإدارات الحديثة، وقد عرف نظام مجلس الأمن القومي
وطرح الرئيس رؤية مصر للعلاقات الدولية التي تقوم علي احترام مبادئ القانون الدولي القائمة علي الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة.
ودعا دول العالم إلي دعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن وقبل أن ينهي الرئيس كلمته بعد أن عرض رؤية مصر باسم شعبها قال : تحيا مصر.. وهنا انطلق حماس اعضاء الوفد المصري وممثلي الهيئات والإعلام المصري يهتفون باسم مصر بصورة لم تشهدها الأمم المتحدة من قبل.. وتقديرا لرئيس مصر قام بان كي مون سكرتير عام الأمم المتحدة اثناء حفل الغداء الذي اقامه تكريما للوفود المشاركة في الجمعية العامة بدعوة الرئيس للجلوس علي المائدة الرئيسية التي ضمت السكرتير العام والرئيس أوباما وامير قطر ورئيس اندونيسيا ومرة أخري أكد بان كي مون ما يحظي به الرئيس المصري من تقدير.. وكانت تلك أول فرصة للقاء بروتوكولي مع الرئيس أوباما.. وحرص أمير قطر علي التقدم لتحية رئيس مصر. وقد شمل برنامج الرئيس لقاءات رسمية مهمة مع بعض الرؤساء من جميع انحاء العالم وقد وصل عدد هذه اللقاءات إلي ٤٠ لقاء كان أهمها بطبيعة الحال اللقاء الذي تم بناء علي طلب الرئيس الأمريكي أوباما حيث كان من الواضح ان واشنطون تسعي إلي التقارب مع القاهرة ودعم العلاقات فيما بين البلدين بعد ان اصيبت بالفتور الملحوظ. ويجدر بالاشارة هنا ان الرئيس الأمريكي قد حرص علي ان يؤكد قبل لقاء الرئيس السياسي علي أن مصر هي حجر الزاوية للسياسة الأمنية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.. وكرر الرئيس أوباما هذه الكلمات لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية.
وجاء ترحيب الرئيس أوباما بالرئيس السيسي قبل بدء اللقاء باعلانه أمام جميع وسائل الإعلام العالمية عندما قال : «انني اتطلع إلي هذه الفرصة لتبادل الرأي مع الرئيس السيسي نظرا لدور مصر المهم في منطقة الشرق الأوسط». وجاءت هذه الكلمات لتؤكد ماذكره المراقبون حول أن واشنطون لن تنجح في حملة مكافحة الإرهاب دون مشاركة مصر. وأوضح البيان الذي صدر عن قمة الرئيسين أن المباحثات اتسمت بالايجابية وانها كانت مباحثات بناءة حيث أكد الرئيسان حرصهما علي التواصل. وان القمة تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويؤكد طبيعتها الاستراتيجية واتفق الرئيسان علي أهمية العلاقات المصرية الأمريكية والتقدير لمكانة مصر الاقليمية والحرص علي تطورها ودفعها إلي افاق أرحب بما يحقق مصالح البلدين والشعبين. وتم الاتفاق علي اطلاق عمل آلية الحوار الاستراتيجي علي مستوي وزيري الخارجية في وقت يتفق عليه.
وقد تناولت المباحثات عددا من القضايا الاقليمية والدولية وعلي رأسها الاوضاع في ليبيا وقضية الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية. وفي هذا الصدد طرح الرئيس رؤية مصر باهمية التعامل مع ظاهر الإرهاب من منظور شامل ورفض التدخلات الخارجية وتمويل العناصر الإرهابية ومنع وصول التمويل والسلاح للمليشيات. وكانت منظمة هيومان رايتس واتش قد استغلت فرصة زيارة الرئيس السيسي بمطالبة الإدارة الأمريكية بمناقشة قضايا حقوق الإنسان دون ربطها بقضايا الإرهاب. وعلي الرغم من قيام بعض وسائل الإعلام الأمريكية بالترويج لاكاذيب عن الاوضاع في مصر بهدف التشويه فقد حرص عدد من كبار الساسة الأمريكيين السابقين علي طلب لقاء الرئيس المصري الذي اجتمع مع هنري كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية ومع مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة ومع جون سكوكرافت مستشار الأمن القومي السابق حيث تم تبادل الاراء لتوضيح الرؤية الحقيقية لمصر الجديدة. بل لقد قام الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بطلب لقاء للتعرف علي رئيس مصر وحضر بالفعل مع زوجته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة واعرب الرئيس السابق عن سعادته وتقديره للرئيس السياسي مؤكدا أهمية استعادة مصر لدورها المحوري في المنطقة. إن هناك مخططًا يستهدف مصر بدأت الولايات المتحدة تنفيذه منذ ثلاثة أعوام]من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن.
وقال إن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا- بعد تولي نيكولاس ساركوزي رئاستها- وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية بنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يبلغ قوامها ما بين 100 إلى 200 ألف جندي يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية. وأوضح أن المؤتمر الدولي الأخير الذي استضافته فرنسا حول دارفور برعاية الرئيس ساركوزي واستضاف 15 دولة أجمع غالبية المشاركين فيه على نشر قوات دولية بالإقليم وهو ما أكدته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المؤتمر.
من جهة أخرى، أشار الباحث إلى أن المخطط الأمريكي يتجه نحو فلسطين وإثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي هناك والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة "حماس"، بدعوى أنها تريد فرض سيطرتها على المؤسسات الحكومية ووضع يدها على الضفة والقطاع. وقال إن هذا المخطط يهدف إلى الإتيان بقوات الأمريكية بدعم من المجتمع الدولي ورئيس السلطة الفلسطينية لكي ترابط في القطاع وتتخذ من أطرافه قاعدة عسكرية جديدة تنصب بها صواريخ ومدافع "هاوتزر" بقصد تطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها وتطويقها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
وأوضح أن الولايات المتحدة أعدت قائمة كاملة بأنواع الأسلحة الملائمة لطبيعة المواقع التي ستستغلها كقواعد عسكرية جديدة في دارفور وغزة، وأهمها صواريخ "bunkers busters" توجه بالأقمار الصناعية والليزر تتمتع بدقة عالية جدًا في تدمير الأهداف، وكذلك قذائف من النوع "gbu-28" وهي قذائف ذكية مضادة للتحصينات يمكن أن تحمل رؤوسًا من اليورانيوم, يمكنها أن تحمل مادة "التنجستين" وتزن هذه القاذفة 2 طن، ويمكن إطلاقها من طائرات "f15"، بالإضافة إلى عربات هامر وميركافا الإسرائيلية. وأكد براون أن الولايات المتحدة تخطط لتنفيذ مخططها في إطار زمني لن يتجاوز عام 2015م من داخل مصر من خلال افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية بما يؤدي كله إلى انقسام الصف المصري ويجعل من النظام فريسة وعرضة لانتقاد المجتمع الدولي.
نتخبت اسبانيا عضوا غير دائم الخميس في مجلس الامن الدولي متقدمة على تركيا خلال التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة. ولم تحصل تركيا سوى على 60 صوتا بعد اربع جولات تصويت مقابل 132 صوتا لاسبانيا علما بان الاغلبية المطلوبة للفوز هي ثلثا اعضاء الجمعية اي 128 صوتا. وتراجع تأييد تركيا خلال عملية التصويت من 109 الى 73 ثم 60 صوتا ما شكل مفاجاة. وتم انتخاب فنزويلا وماليزيا ونيوزيلاند وانغولا من الجولة الاولى. وحصلت انغولا على 190 صوتا من اصل 193 دولة عضوا وماليزيا على 187 وفنزويلا على 181 ونيوزيلندا على 145.
ومجلس الامن الذي يضم 15 عضوا بينهم خمسة دائمون يجدد كل عام نصف مقاعده العشرة غير الدائمة على اساس اقليمي. واختيرت ماليزيا وفنزويلا وانغولا من قبل مجموعاتها الاقليمية ولم يكن لديها منافسون. وسيبدأ الاعضاء الجدد في كانون الثاني/يناير ولاية تمتد عامين خلفا لرواندا والارجنتين وكوريا الجنوبية واستراليا ولوكسمبورغ. والدول الخمس الاخرى غير الدائمة التي تنتهي ولايتها العام المقبل هي ليتوانيا وتشاد ونيجيريا وتشيلي والاردن. ويضم مجلس الامن الدولي خمسة اعضاء دائمين يملكون امتياز النقض (حق الفيتو) على قرارات المجلس هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. ويضطلع مجلس الامن الدولي بمسؤولية حفظ السلام والامن في العالم. ويمكنه فرض عقوبات والاجازة باستخدام القوة العسكرية وهو يشرف على 16 مهمة حفظ سلام في العالم. وقراراته هي مبدئيا ملزمة ويتعين ان تحصل على تاييد تسعة من اعضائه ال 15 وبدون استخدام اي من الاعضاء الدائمين الفيتو. ان "السياسة التي ينتهجها الرئيس الأميركي باراك اوباما في المنطقة العربية هدفها دفع الإخوان المسلمين ومساعدتهم لاعتلاء الحكم بدلا من الزعماء العرب الحاليين"، وان "هذه نقطة خلاف بين البيت الأبيض وبين إسرائيل".
ولفت الموقع إلى ان "القاسم المشترك بين أسامة بن لادن وباراك أوباما وإسرائيل هم الإخوان المسلمون، حيث يرى أوباما "في قرار سري غير معلن" إن مصلحة أمن إسرائيل الاستراتيجية تكمن في دعم الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط باعتبارهم قوى إسلامية معتدلة من بطن السنة تقف في وجه القاعدة المتطرفة".ووصف الموقع قرار اوباما "بالغريب والمستهجن"، بل ذهب الموقع للادعاء ان "الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الأميركي بيل كلينتون كانا يعلمان مكان اختباء اسامة بن لادن ولم يذهبا لقتله بعكس اوباما الذي يستثمر كل جهده الآن في دعم الإخوان المسلمين".
واضاف "ديبكا" ان "من قرأ خطاب اوباما في 4 يونيو 2006 بالقاهرة كان سيعرف جيدا ان اوباما قرر التحالف مع الاخوان المسلمين، باعتبارهم تيارا اسلاميا سنيا معتدلا"، وان قراره قتل اسامة بن لادن جاء لسببين، "الاول لاظهار مدى قوته ورغبته في محاربة الاسلام المتطرف ورفع أسهمه أمام الجمهور الأميركي"، والثاني "لتحقيق الردع النفسي للإخوان المسلمين وتحذيرهم من التطرف مثل بن لادن من جهة وإفساح المجال لهم لدخول الحكم والاعتدال من جهة ثانية ، بل والسعي الحثيث لجعلهم القوى الأكثر قوة في المنطقة وان يكونوا حلفاء للولايات المتحدة الأميركية".
وأوضح الموقع استنادا الى خبراء إسرائيليين في شؤون مكافحة الإرهاب ان "الدعم الأميركي للثورة المصرية لم يكن بريئا وإنما جاء على أرضية قرار استراتيجي اميركي للتعاون مع الاخوان المسلمين للاطاحة بحسني مبارك، والغريب ان اوباما لم يتخذ نفس الخطوات ضد بشار الأسد او ضد زعماء آخرين مثل القذافي". والسبب من وجهة نظر الخبراء الإسرائيليين ان "مصر هي مركز قوة الإخوان المسلمين في العالم العربي وان تجربتهم تؤهلهم للدخول والسيطرة على الحكم هناك من خلال حزبهم او مؤسساتهم الدينية وفي حال نجحت التجربة فإن اوباما وكبار مستشاريه قرروا انه سيجري تعميمها بهدوء في ليبيا والأردن وفلسطين واستبدال الحكام العرب الحاليين بقادة الإخوان المسلمين بناء على اتفاق دولي سرّي بين واشنطن وبين قيادة الإخوان وهو الأمر الذي تمكن القادة العرب من فهمه لاحقا بعد سقوط مبارك وفهموا لماذا يتصرف اوباما على هذا النحو"
.وذكر الموقع ان "العقيد الليبي معمر القذافي في البداية لم يفهم لماذا يريد الغرب استبداله، وحاول ان يثبت لهم ان هناك متشددين إسلاميين يحملون السلاح ضده وان من بينهم من كانوا في القاعدة سابقا، وكم كانت صدمة الفذافي حين اكتشف ان هناك تنسيقا بين المتشددين الإسلاميين والأميركان في دعم الثورة ضده فحاربهم بقوة. وكذلك الاسد فهم فورا ان اميركا تدعم كل هذه الثورة ضده من اجل منح الإخوان المسلمين القوة للسيطرة على معاقل الحكم في دمشق وذلك بموجب الاتفاق ذاته مع الاخوان المسلمين".
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
0 تعليقات:
إرسال تعليق