Ads

الطابور الخامس والخلايا النائمة ؟


دكتور عادل عامر


الخلايا النائمة رغم كونها مصطلح جديد دخل عالم الحروب السرية لكنها في الحقيقة ترتبط بمفهوم آخر اشمل منه وهو الطابور الخامس أو طابور العملاء, وهذه الخلايا أشد فتكا من القوات العسكرية وهي تخلف عنها في أن الأخيرة تمثل قوات منظورة في حين أن الخلايا هي قوات سرية متخفية بملابس مدنية، كما إن القوات العسكرية معروفة العدد والعدة ومميزة في تجهيزاتها العسكرية في حين ان هذه الخلايا من الصعب معرفة عددها وعدتها، والقوات العسكرية تجابه الأعداء في جبهات قتال خارجية معروفة في حين ان الخلايا تفتح عادة جبهات داخلية، وفي الوقت الذي ترتبط فيه القوات النظامية بوزارة الدفاع أو الحرب فأن الخلايا النائمة تربط بأجهزة مخابرات معادية وعدة واجهات منها السفارات وفروع الأحزاب الداخلية المرتبطة بأجندات خارجية. وعلى العكس من القوات النظامية لا يوجد هيكل تنظيمي لهذه الخلايا فهي تشكل وحدات منفصلة عن بعضها وتوزع في عدة مناطق حيوية لذلك فأن التوصل إلى خيط خلية ما لا يفيد في كشف بقية الخلايا.

 وغالبا ما تكون الخلية وحدة تنظيمية سرية صغيرة تضم عناصر لا تزيد عن عشرة أشخاص كي يصعب كشفها وتؤمن الحرية الكافية لتحركها, وتتكون عناصر الخلية من مواطني الدولة الزارعة لها من مواطنيها المتجنسين بجنسيات الدولة المزروعة فيها الخلايا أو من مواطني الدولة الأخيرة ممن يرتبط بالدولة المجندة لهم لنوازع دينية أو مذهبية أو عنصرية أو المواطنين الأصليين من الذين يجندون تحت إغراءات مالية أو يوعدون بامتيازات ومناصب لاحقة.

فالطابور الخامس يعمل خلف خطوط العدو لأداء مهام بعينها لصالح الطرف الآخر، وترسخ هذا المعنى أثناء الحرب الباردة، حيث أصبح يُطلق على الجواسيس والعملاء، كما توسع ليُطلق على مروجى الشائعات ومنظمى الحروب النفسية. أنه لايجب التقليل من خطر الطابور الخامس فى مصر والتعامل معهم وهو يعبر عن اتخاذ مجموعة اتجاهاً عكسياً ليس فى مصلحة الوطن فى لحظة تاريخية فارقة فى حياة الوطن بهدف كسر إرادة الشعب وتأليبه على بعض حيث يتسم أعضاء الطابور الخامس بالتناقض مع أنفسهم وعدم الاتزان وعدم رؤيتهم الوطنية وتقديمهم للمصلحة العامة والطابور الخامس.. مصطلح ظهر بشكل فعال بعد 30 يونيو وأطلق على من يطالبون بعودة الإخوان وإدماجهم فى الحياة السياسية من جديد تحت دعاوى عدم الإقصاء. وكلنا يتذكر أن جماعة الإخوان كانت مع إقصاء الحزب الوطنى وتطبيق قوانين العزل لذلك يجب إقصاء الإخوان بعد أن تلطخت أيديهم بالدماء واتسمت بعدم السلمية واعتدوا على مؤسسات الدولة. فالثورة غيرت وكونت سلطة ومن يسوق فكرة عودة الإخوان هو الطابور الخامس.

فهم الذين يتحالفون مع وجهة النظر الخارجية الأمريكية ويحمل أچندة خارجية أمريكية كأحمد ماهر فهو يتلقى التعليمات من أمريكا ويعملون بأچندة أجنبية.. يتحركون في عدة مجالات، يتكلمون لغة واحدة. أنه لا يجب أن نفرط فى استخدام هذا المصطلح ولكن أيضا يجب عدم السماح للإخوان وطابورهم بإفساد الحياة السياسية وتدمير المجتمع.

ان وجود طابور خامس يسعى لنشر الفوضى وعرقلة مسار الديمقراطية بأچندات أمريكية وهدفه تدمير جيشنا المصرى ويرددون كلام أمريكا الأجوف عن الشرعية وحقوق الإنسان وهى البلد الذى انتهك حقوق الإنسان ماذا يريدون؟ فمرسى لن يرجع لذلك هم يريدون الفوضى وإسقاط الدولة لصالح الأمريكان فهم يحيرون الناس ويثيرون البلبلة فلا يجب علينا التحدث عن فض رابعة أو النهضة يجب علينا أن نتحدث عن محاربة الإرهاب. الطابور الخامس يتحدث الآن وعيناه على جينيف اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الأمن فهم يقصدون التوقيت فالطابور الخامس كلامه ملون ومذوق والمواطن البسيط لا يستطيع أن يميزه لذلك فإنى أقول لأى مواطن أن أى شخص يحدثك عن الرجوع عن خارطة الطريق هو طابور خامس يريد الفوضى لمصر ولجيشها. وجود مخطط دولي تنفذه قوى دولية وأن دولة الجنوب تمثل أحد أذرعها وأنها تعمل لصالح تلك القوى مجتمعة في زرع خلايا لها بالخرطوم بهدف إضعاف موقف الحكومة من الداخل ويضيف المصدر بالقول: "تدخل في تلك الخلايا بعض التنظيمات السياسية المعارضة وحتى جزء من مناطق جنوب كردفان تم تجنيدهم كخلايا نائمة تستخلص منها المعلومات"، وتفيد المصادر بأن هنالك الكثير من المعلومات التي تتوافر حول تلك الخلايا والتي تؤكد بأنها تمتلك الأسلحة وجزء من المخططات التي تنفذها تلك الخلايا إحداث الأزمات الاقتصادية بالداخل والترويج لها حيث أكدت المصادر بأنها رصدت مجموعة من تلك الخلايا تقوم بخلق ازدحامات في محطات الوقود وشراء كميات من السكر وتخزينها بغرض خلق أزمة في السكر وبعض السلع التموينية المهمة بجانب دور تلك الخلايا في تحريض المواطنين وطلاب الجامعات

- أمريكا بدت قلقة بخروج الشارع بهذا الحجم في أول مرة  .. ليس هذا المقصود .. إنها تستشعر بالخطر  أن يخرج الشارع ولا يعود .. فجاءت تصريحاتها متسرعة لدعم النظام .. في البداية .. فهي ما زالت لا تعرف ما يحدث على الأرض ..ولا تعرف قوته .. وما هي جهته .. كانت متصورة أن الحشد سيأتي من الإخوان وليس مواطنين عاديين وشباب يهدد الخطة كلها بالإنهيار .. فكان عليها أن تترقب وبحرص خوفاً أن تتحول لثورة حقيقية فجأة .. وليس كماكان متفق عليه .. أنها مجرد حركة بسيطة للشارع يتم البناء عليها وصول لإنضمام الإخوان في المرحلة الحاسمة التي يتم إختيارها مع مجريات الأحداث .. ويتم التموضع حول السقف الذي لا يجعل الشارع هو صاحب القرار - الإخوان ( الطابور الخامس ) .. يتماشوا مع نفس مبدأ الأمريكان

.. لابد أن يتحسسوا طريقهم ولا يمكن أن يدعوا الشارع هو ما يقرر المصير .. فهم سبق وأن أكدوا أنهم غير مشتركين في المظاهرات .. فكيف لو سبق الشارع قبل أن يصل الإخوان في المحطة المطلوبة .. فأمريكا ستدعم مبارك .. لو أن الشارع صاحب القرار حتى لو أبادالشعب كله .. وهذا ما وضعه الإخوان في الإعتبار .. لا يجب أن يكون للشارع قرار .. ولابد أن نتعاون مع النظام بدرجة ما لكبح جماح الشارع حتى نصل في النقطة اللازمة ولابد أن نعرف في أي منطقة يمكن الدخول . -    الجيش .. وهو أهم طرف في المعادلة .

. والذي يوجد فيه الخلايا النائمة ..وفي ذات  الوقت هو الأكثر قرباً من المخابرات .. التي لديها من المعلومات الهامة .. فأصبحا شريكان .. في تأمين أنفسهم بقدر المستطاع .. فوجدوا أنهما لا مصلحة لهم في الوقوف أمام الثورة بل استعجالها أفضل .. وقد يكون في هذا الإسراع إرباك لجميع الأطراف .. بما فيهم الطابور الخامس.. فعليهم أن يعيشوا هذه المرحلة بكل ما فيها من مشاكل .. واتخذوا من خطة عمر سليمان ركيزة .. يلجأون لها على حسب الظروف والأحوال -   أمن الدولة .. الذي كان متحكماً بكل مقاليد الأمور .. وكانت الاعتقالات ورصد أجهزة التنصت للاتصالات وبدت الأمور أنه لابد من القبض على من له صلة بعملية التخابر وبدأت الإعتقالات .. ولكن غفلوا أن الموضوع تعدى هذا بكثير فقد بدأ الإعداد  لللحرب الإلكترونية من يوم 25يناير .. وحشد قدرات الإخوان جميعها وخصوصاً أن الشارع بدا أنه لا يتراجع .. مع تفوق إعلامي شديد لقناة الجزيرة التي أدارت المعركة على الهواء بطريقة مباريات كرة القدم .. بدت الأمور مرتبكة في البداية وغير واضحة  والجميع بدأوا العمل بالخطة الأساسية المتفق عليها  وبدأت الإتصالات بين أطراف التخابر ..

 ما قبل 25 يناير حتى 27 يناير لترتيب الأمور ..قبل وصول الشارع لمحطة لا يمكن أن يلحق الإخوان بها  وجاء يوم الغضب التي تم  كالفيلم السينمائي الذي تم تصويره بعناية ..الجميع تفوقوا على أنفسهم .. في إخراج الفيلم بأحسن صورة ومهما طال الحديث عن هذا اليوم فلن ينتهي ..ولكن نضع الضوء .. على الحرب الإلكترونية الخفية التي ساهمت في سقوط الذراع الأول.. من أذرع النظام .. فلابد أن يبدو كل شيء منطقياً.

كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية 

0 تعليقات:

إرسال تعليق