Ads

ساعات الحظر ،،،، الفرص الضائعة


د.صهباء محمد بندق

اسكنُ في طابقٍ علويّ يُطلّ من جهة اليسار على سطح عمارة صغيرة ،،لسنواتٍ كنت ارى هذا السطح معزولاً مهملاً مفروشاً بالأنقاض المتراكمة ،،
تجهلُ ان كانت بقايا حريق أم قصف أم زلزال مدمر ،،
فجأةً ترى عوضاً عن ذلك المشهد العبثي ،،
مساحة ممتدة من البلاط النظيف ، قديم لكن لم يزل بحالةٍ جيدة ،، وطاولة يحيطها عدد وفير من كراسي المصايف البلاستيكية ،، 
وجهاز تلفاز يتموضع بشموخ في صدر المكان ،،
ولا تدري متى وكيف تم توزيع طاقم من المصابيح البيضاء الموفرة في زوايا سور السطح ،،
وتجد أسرة كبيرة من جيلين او أكثر ،،
الجد والأبناء والاحفاد ،، 
يتجمعون للسمر والسهر مع أنسام صيفية ،،
يبددون ملل ساعات الحظر الليلية بالنكات والمشروبات الباردة ويحيون الجيران الذين ينظرون اليهم - مثلي - نظرة إعجابٍ وتعجب !!!
~
العقل المتشائم يرى في كل فرصة مشكلة ،،
أما العقل المتفائل فيرى في كل مشكلة فرصة !!!
لكن التفاؤل ايضاً يحتاح الى شيء من العبقرية والخيال ،،،
عبقرية تحول الحظر الامني الى فرصة للتقارب الأسريّ
ومناسبة لاقتناص ساعات من الصحبة واللمة التي يصعب تكرارها وانتزاعها من طاحونة الأيام الاعتيادية !!
~
تحية لكل قلب يستطيع ليس فقط ان يتقبل المحنة ،، 
بل وأن يحولها الى منحة !!!

0 تعليقات:

إرسال تعليق