مؤنس زهيرى
الإصرار المستمر الذي لا يكل و لا يمل من كل مؤسسات الدولة الرسمية في كل مستوياتها المتدرجة بدءاً من رئيس الدولة و إنتهاءاً بالصحف القومية المملوكة للدولة .. و فيما بينها الحزب الحاكم و كل الأحزاب المؤيدة له .. علي أن "صندوق الانتخابات" هو السبيل الوحيد للتغيير تحت غطاء الشرعية الدستورية .. إنما هو إستفزاز مستمر لقوي المعارضة السياسية الوطنية إستناداً إلي أن تلك القوي لا تملك الغطاء الشعبي الذي يؤهلها لإعتلاء سدة الحكم بينما هي تملكه ..
و للأسف .. فقد فات جهاز الحكم أن الشعب الذي ثار يوماً علي حاكم حكمه لمدة ثلاثين عاماً متتالية .. لن يسمح بتكرار نفس المأساة مرة ثانية في حياته .. فقد عرف طريقاً جديداً في حياته و هو "طريق الثورة" .. و وضع قانوناً شعبياً خاصاً به و هو شرعية "الإستمرار" في الحكم و التي تختلف تماماً عن شرعية "الوصول" إلي الحكم و التي لا يختلف أحد عليها طالما أنها تمت في انتخابات من المفترض أنها حرة و نزيهة ..
إن شرعية "الإستمرار" في الحكم في تلك الظروف العصيبة التي لم يواجه الوطن مثلها يوماً لم تكن لتتحقق إلا بتوفير عاملين أوليين فقط كبداية حقيقية نحو عمل جاد ينهض بالوطن .. عامل الأمان علي أرض الشارع المصري في كل أنحاء الدولة .. و عامل العدالة الاجتماعية لفئات الشعب المطحونة التي تعيش تحت خط الحياة و تمثل الأغلبية العظمي من الشعب الذين لا هتاف لهم إلا هتاف واحد فقط "عاوزين نعيش" .. و للأسف لم يتحقق أي من العاملين طوال العام الأول من حكم الرئيس الحالي .. مهما صدرت كتب عن إنجازات الرئيس .. و لهذا .. سوف تستمر ثورة الشعب إلي ان تتحقق مطالبه التي صرخ بها من قبل و لم تتحقق حتي الآن .. للأسف الشديد ..
لقد إختصرنا ثورة الشعب في صورة أشخاص .. و أصبح لكل شخص مريدوه و مؤيدوه و مناصروه .. فأصبح القانون الحاكم هو قانون "العزوة" و ليس قانون "الوطن" .. ذلك القانون الذي كان يجب أن يعلو فوق أي قانون سواه .. فأين ذهب "عقل" الوطن الذي لا يجب أن يفكر في أي شيء إلا "الوطن" ..
إنشغل رئيس الدولة بمعارضيه علي قمة المجتمع و ترك قاعه يغلي من سوء الأحوال .. حتي وصل إلي درجة الغليان .. فإنفجر .. إنفجر فيه .. و إنفجر عليه ..

0 تعليقات:
إرسال تعليق