Ads

وتحكي الحكايات


شعر : صالح محمود سلمان

تقول الحكايات :
إنَّ الصبايا اللواتي يُغادرن قصر الأميرة في الليل 
يدخلن في حانة تحت جنح الكلام 
ويرحلن في الخمر حتى الصباحات 
يحلُمْنَ بالبحر 
والجزُر الصاعدات من الماء 
في فضّة 
لم يمرَّ بها البحر من قبلُ ،
كم يشتكي الحسنُ من نهدة تستبيح السكونَ 
فينثالُ في حُرقةٍ فوق شَعر المساءات 

حين التقيتُ بهنّ على شاطئي 
لم أجد في الحروف التي صغتها قبلُ ما أبتغي
فاقترفتُ الكلامَ الذي لا يُقالُ .
وكانت أقاويلُ من فضَّة وبهار 
تهلُّ على شُرفة من ظلال 
تدلّى على وجنتيها سؤالُ :

أَمِنْ بعد هذا الذي كان ،
يرتدُّ طرفٌ
وينثال شِعرٌ
ويأوي إلى عشّه الطيُر كيما ينام ؟!
وهل يرتمي فوق مرج المرايا غزالُ ؟!

وتحكي الحكاياتُ
ما ليس يرقى إلى بوحه القولُ
ما ليس يحلُم في أدنَيَيْهِ الخيالُ .
فمنذا الذي سوف يرتادها 
حين ينداح في قلبه الشوقُ
إمّا أفاءت إليه طيوفٌ 
من الليلك المرمريّ
وعزَّ وِصالُ ؟

تقول الحكايات أيضاً 
وشيءٌ من السرّ يجلو المقولةَ ؛
إنّ القلوب التي أيقظتها الغزالات 
في ذروة الحلم 
صارت قناديلَ 
طافت على كلّ دربٍ تنادي :

هناك على شرفة في أعالي الكلام غلامٌ
إذا ما اشتهى أن ينام قليلاً
تهلُّ على وجهه نجمةٌ لا تُنالُ
فمنذا الذي يقتفي خطوها 
ومضةً ومضةً 
ثمّ يُؤويه 
إمّا أفاضت على دربه الأغنياتُ
أضاميم َ من غربةٍ وحنين ٍ ؟
ومنذا الذي 
سوف يسقيه من خمرة الصحْوِ
كيما يعود إلى قلبه المُستَهام الجــلالُ ؟


0 تعليقات:

إرسال تعليق