Ads

انقلاب السيسي أم انقلاب الشعب ؟!!


محمد منصور

بعض الناس يحلو لهم دائماً نصب حائط مبكى خاص عند كل مناسبة ،يذرفون عليه الدمع دون مناسبة ويولولون وهم يخلقون قضايا لاوجود لها إلا في أدمغتهم المشوشة ، من ذلك مثلاً ماقرأته على أحد الحوائط بالفيس بوك بعد إيقاف المهزلة التي كان يقوم بها الأخوان المتأسلمون في مصر المحروسة ،فقد كتب أحدهم لافض فوه
" لأول مرة في تاريخ الإسلام يخرج بابا النصارى ليعلن عزل حاكم المسلمين حافظ القرآن "

تأملوا مافي هذا الكلام من تهييج وتأليب مقصود للشعب المصري على بعضه بعضاً ، هل حقاً خرج بابا النصارى ليعلن عزل الحاكم المسلم؟ !
أبداً الرجل كان حاضراً لحظة إعلان بيان الجيش كماكان شيخ الأزهر وقادة الجيش والقادة السياسيين حاضرين لهذه اللحظة التاريخية التي شهدها العالم من أقصاه إلى أقصاه ، وقد أراد كاتب هذا الكلام الفارغ من أي مضمون إلا بث الفتنة وإثارة النعرات الدينية أن يبلغ تهييجه وإثارته للناس مداهما فأضاف لافض فوه جملة حافظ القرآن حتى يصدم مشاعر المسلمين البسطاء ويضمن أن يسوقهم كما تساق الأنعام إلى مذبحها ..
كاتب آخر نعت ماحدث يوم امس بأنه انقلاب السيسي !!! .. 
حسناً ..وماعلاقة السيسي بالأمر ، إنه القائد العام للقوات المسلحة التي من أوجب مهامها حماية الأمن القومي في داخل الوطن وخارجه ، والرجل لم يفعل اكثر مماتمليه عليه واجبات وظيفته فهو لم يقتنص الحكم لنفسه ولاأوصى بذلك ولم يعين أي فرد تابع للجيش في أي منصب له علاقة برسم خريطة الطريق للمرحلة القادمة ؟ 
فماهي مصلحته المباشرة إذن ؟ 
لقد كان قائداً للجيش ومايزال قائداً للجيش لم يحصل على أي امتياز إضافي بتدخله لوقف المهزلة التي استمرت فصولها عاماً كاملاً ومنذ تولى مرسي حكم مصر دون كفاءة أو دراية أو حتى رغبة في أن يتعلم القيادة منفرداً ثم يقود شعبه للأمام ، بل تنكب الطريق وهيج المشاعر وأثار الفتن حتى كادت تنشب حرباً أهلية تقوض البلاد وتدمر المكتسبات وتقضي على العباد ، وقد انتهت فصول الملهاة المزرية بخروج أكثر من ثلاثة وثلاثين مليوناً من شعب مصر إلى الشوارع حتى ضاقت بهم الطرقات والميادين فتسلقوا أعمدة الإنارة وأشجار الطريق يهتفون جميعاً بصوت واحد "ارحل" لانريدك حاكماً علينا بعد اليوم ، وقد خرج أمام هؤلاء بضع آلاف من المؤيدين لحكم الرئيس فلما وجدوا أن جمعهم قليل وحشدهم لايقارن بملايين الشعب الغاضب راحوا يروجون الأراجيف المتهافتة والحكايات " المسخرة" من مثل أن رؤيا أحدهم أفادت بأن جبريل عليه السلام واقف بينهم ، أو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد حضر في المنام ليؤمهم في الصلاة فلما رأى مرسي بينهم تراجع وقدّم مرسي ليصلي بالناس !!! ..
استغفر الله العظيم ولاحول ولاقوة إلا بالله.
العجيب أنهم بدل ان يأخذوا هذا الرجل ليودعوه أقرب مصحة عقلية للكشف على سلامته العقلية راحوا يهللون ويكبرون وهو يزف إليهم البشرى تلو الأخرى !!
هل رأيتم مسخرة ومهزلة وضحك على الذقون أشد فجاجة من هذا ؟! .
فماذا كان على السيسي أن يعمل ليحفظ لمصر أمنها القومي وحتى لاتصبح مصر والمصريون محل تندر وتفكه للعالم من أقصاه إلى أقصاه تحت هذه القيادة المغيبة غير الرشيدة واتباعها من المجاذيب ومختلي العقول ؟!.
إن انتخاب حاكم للبلاد عبر صناديق الانتخابات ليس صكاً على بياض ليفعل مايشاء او ليأتي بمن يشاء لمايشاء ، إنه يحكم الشعب تحت سمع وبصر ممثليه من أعضاء مجلس الشعب فإن تجاوز أو انحرف أو ظهرت عليه علامات تقدح في كفاءته فإن مجلس الشعب يعزله ويأتي بحاكم جديد ، وفي غياب هذا المجلس الممثل للشعب تكون الجمعية العمومية للشعب المصري هي الفيصل وهي الحاكم وعلى الجميع أن يمتثل لأمرها ، لأن الشعب هو مصدر السلطات ومانح الشرعية وليس السيسي ولاجنرالات الجيش مجتمعين .

0 تعليقات:

إرسال تعليق