Ads

مفهوم ومتطلبات الأمن القومي


بقلم / سهام عزالدين جبريل 

كثيرا مايتردد على اسماعنا هذا المصلح (الامن القومى ) وأن الأمن القومى للوطن هو خط أحمر ، وأن سيادة الوطن وحدوده أمن قومى ، بل ان الأمن القومى اوسع واشمل من ذلك ، فالمياه ، التعليم قضية امن قومى ، الصحة، الشباب ، البطاله ، امن الوطن ، أمن المجتمع ، امن المواطن ...الخ كلها تمثل قضية امن قومى ، وكلها مصطلحات ومسميات تندرج تحت مفهوم كبير (اسمة الأمن القومى )
*اذن ماهو الامن القومى ؟ ومتى ظهر هذا المصطلح ؟ وماهو مفهومه وتعريفاته ومتطلباته ؟ 
يمثل الأمن القومي عملية مركبة وكلية وشاملة تتعلق بالأساس بمقدرة الدولة على حماية وتطوير وتنمية قدراتها وإمكانياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية والعسكرية على كافة الأصعدة الخارجية والداخلية من خلال كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة والتي تساعد على اكتشاف وتغطية نواحي الضعف في الجسد السياسي والاجتماعي للدولة والغاية منها تطوير نواحي القوة بفلسفة مجتمعية أمنية قومية شاملة تأخذ في حساباتها جميع المتغيرات الداخلية الإقليمية والدولية المحيطة بها. .
ففي العصر الحديث وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية بدأ علماء الغرب بإتخاذ مصطلح الأمن الوطني كمادة للدراسة وذلك أثر الخسائر الهائلة في الأرواح التي نجمت عن تلك الحرب بإستخدام أسلحة حديثة مختلفة حصدت ملايين الأرواح وأتساع رقعة الحرب فشملت معظم قارات العالم وعليه ، فقد عرف البروفسور الأمريكي والترلمبان عام 1943 الأمن الوطني على أنه "قدرة الأمة على حماية قيمها الداخلية من التهديدات الخارجية " ثم تطور المفهوم ليشمل التهديدات الداخلية والخارجية تلا ذلك بذل جهود كبيرة تبحث في كيفية تحقيق الأمن وتجنب الحرب حتى استطاعت التوصل إلى نظريات الردع والتوازن وعليه فقد تم إنشاء مجلس الأمن القومي الأمريكي عام 1947 الذي يعتبر من أقدم المؤسسات التي تبنت مفهوم الأمن الوطني تلا ذلك مصطلح الأمن الأوروبي والأمن الأسرائيلي والأمن السوفيتي.
مفهوم الأمن وتعريفاته :
يعني الأمن ومن وجهة النظر البريطانية "حماية الأمة من خطر القهر علي يد قوة أجنبية" ومن وجهة نظر (مكنمارا) وزير دفاع أمريكي سابق وأحد مفكري الإستراتيجية في كتابه جوهرة الأمن "فالأمن يعني التطور والتنمية سواء منها الأقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة".
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى "{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } " بمعنى أن الأمن هو قدرة الدولة على تسخير مصادر قوتها الداخلية المختلفة لمواجهة مصادر التهديد الداخلي والخارجي أوقات السلم والحرب بما يضمن لشعبها حياة مستقرة توفر له بيئة مناسبة للنهوض والتقدم.
يعرف الامن القومى أيضا بأنه "منظومة القوى والإمكانات والخيارات التي تحمي الوطن من كافة الأخطار المنظورة والمحتملة التي يمكن أن تهدد حدود الوطن وقدراته واستقراره وحرية إرادته وتقدمه وسلامه الاجتماعي ونموه الشامل".
وقد عرفت كليات الدفاع الوطني الامن القومى بأنه:"هو التعبير السياسي والاجتماعي عن الحالة الحقيقية التي يعيشها المجتمع, وهو مفهوم ديناميكي متحرك يتفاعل ضمن دوائر ثلاث محلية أقليمية ودولية ويتضمن أمن المواطن وممتلكاته وتاريخه وتراثه ومعتقداته وحرياته الأساسيه وكذلك سيادة الدولة وسلامة جغرافيتها وحدودها السياسية والحرية النسبية لقارها الوطني وأستقرارها الأمني والاجتماعي الداخلي وقدرتها على النهوض بالمتطلبات التنموية الشاملة لمجتمعها".
ويقوم المفهوم على أن أعلى درجات الأمن الوطني لاتتحقق إلا من خلال الدمج المتوازن لعناصر أساسية ثلاثة هي الحاجة الى قدرة دفاعية عامة للدولة لردع التهديدات الإستراتيجية, حاجة المواطن الى الأمن والأستقرار الداخليين وحاجة المجتمع الى النمو والتنمية الشاملة. أن الأخلال بهذه العلاقة لصالح أي من هذه العناصر سيقود حتماً الى تشوهات عضوية في البنية العامة لأمن الدول، والأمن الوطني الحقيقي يكمن في هذا التوازن.
ومن خلال اجتهادى وبحثى الشخصى ورؤيتى عن مفاهيم الامن القومى والذى هو اشمل واعم من الامن الوطنى وان اختلفت هذه المسميات بين دولة واخرى وحسب أولويتها ونظرتها للمفهوم الشامل لمصطلح الامن بشكل عام ، حيث وجدت أن هناك تعاريف كثيرة للأمن القومي حيث استخلصت منها هذا التعريف الشامل الذى اعتقد أنه يتناسب واحتياجات منطقتنا فخلاصته فى هذا التعريف وهو :
" القدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار للعمل الوطني والقومي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والعسكرية والبيئية في الدولة ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء الإقليمية أو العالمية".
----------------------
تحياتى _ إعلاميه / سهام عزالدين جبريل


0 تعليقات:

إرسال تعليق