Ads

حديث في العنف والعنف المضاد

د. حنان راشد


العنف مرفوض مرفوض مرفوض من جميع التيارات والاتجاهات، لكن العنف السياسي المستمر الذي تمارسه السلطة ضد شعبها والذي تتحدى به مصالح ومشاعر وإرادة هيئات ومؤسسات الدولة وجماعات وأفراد المواطنين (والذي بدأ بالإعلان الاستبدادي في نوفمبر 2012 ولن تكون آخر حلقاته هي حركة المحافظين الأخيرة)، والعنف اللفظي والبدني (والذي بدأ بموقعة الاتحادبة الشهيرة) والتحريضي والتنغيذي (وأوضح تجلياته هي تكفير المعارضين) الذي تمارسه ميليشيات جماعة أولي الأمر وحلفاؤها لهو أسوأ وأخطر وأفدح من ذلك العنف الذي تمارسه جماعات المحتجين، والجانب البادئ باستخدام العنف هو الذي يتحمل المسئولية الأكبر عن السقوط في دوامة العنف والعنف المضاد، فالقاعدة الأخلاقية والقانونية المستقرة أن البادي دائما أظلم، وليس المبادر كالمقاوم، وليس المبدي كالمعيد.

قلنا هذا من قبل مع إرهاصات تداعي نظام مبارك، ونكرر هذا القول ونعيده ونزيده اليوم، لعل هناك من يقرأ ويفهم ويعي ويدرك ويرى حقائق الأرض كما هي، وليس كما يتوهمون أو يدعون.

والدرس المستفاد من تجارب سقوط المستبدين واحد، وهو أن العنف يولد العند ويستدعي العنف المضاد، وأن المستقوي على شعبه خاسر خاسر، ولو طال الأمد، ولا شيء يقهر إرادة الشعوب.

ولعلهم يرحموننا ويرحموا مصر ويستفيقون.


0 تعليقات:

إرسال تعليق