Ads

على حسن السعدنى يكتب الاسلام السياسى

كان الإسلام السياسي ضد كامب ديفيد.اليوم معه كيف تتغير المواقف من الضد الى الضد ؟ إما أن الواقع يتغير مما يوجب إعادة النظر بالمواقف ومراجعة ما تجب مراجعته أو أن صاحب الموقف يتغير دون ان تتغير الظروف مما يوجب عليه الإنتقال الى مواقع جديدة  وبالتالي الإعلان عن مواقفه الجديدة مهما كانت متناقضة مع مواقفه السابقة وكما ينطبق هذا على الأفراد ينطبق على الأحزاب والجماعات طيب : إذا كانت المواقف السابقة مدعمة بالآيات والأحاديث وسنن ومواقف السلف الصالح الذي يقتدى به . ولم تتغير الظروف التي أدت الى اتخاذ المواقف سابقا .مثل موقف الإسلام السياسي من كامب ديفد في حينه، فكيف يتم تبرير الموقف الجديد؟ الإسلام السياسي بكل تلاوينه اعلن رفضه لكامب ديفد وفسر الموقف من واقع الإتفاقات المهينة والمذلة والخيانية ، ولكن عزز هذا الموقف من منطلقات دينية إسلامية جعلت من هذا الإتفاق حراما ومحرما وشرحت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وكل الروايات عن مواقف الصحابة والتابعين لقد تم التحريم لدرجة أن الوقوف في مساحة الإتفاقات التي أبرمها السادات يكون محرما وكفرا وتحت طائلة إقامة الحد على السادات نفسه . واستمر الحال في عهد مبارك وأشد وأكثر وضوحا لم يتغير الحال : فمصر اليوم كما كانت بالأمس تحت النفوذ الأمريكي ،وسيناء تحت السيطرة الأمنية لقوات الإنذار المبكر ومصر اليوم تعترف باسرائيل وتفتح لها سفارة يرتفع عليها العلم الإسرائيلي في سماء القاهرة ومصر اليوم تنسق أمنيا مع إسرائيل ومع أمريكا بمعنى أن الأمن المصري في خدمة الأمن الإسرائيلي والأمريكي كل ما يتعلق بهذا الأمر لا زال على حاله كما كان في عهد المخلوع مبارك ومع ذلك غيّر الإسلام السياسي موقفه من كل هذه الأمور وانتقل الى موقف النظام السابق وموقف الحزب الوطني الذي كان متنفذا في العهد البائد الباقي .أليس الحزبان على صعيد طبقي واحد ومنطلقات سياسية واقتصادية واحدة ؟ في البداية أعلن د مرسي إلتزامه والتزام حزبه بكل الإتفاقات والمواثيق التي وقعها مبارك السادات .واليوم يتقدم السلفيون بأوراق اعتمادهم: "قال ، رئيس حزب "الوطن" السلفي،  إنه ليس لديه أي مشكلة فيما يتعلق ببنود اتفاقية "كامب ديفيد" "."وأضاف في تصريحات لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي - أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تتقدم كما هو مفترض بها." لكل مقام مقال فأمام المنتدى الإقتصادي العالمي يتوجب التقرب الى إسرائيل والتذلل لها المشكلة مع إسرائيل وكأن شيئا لم يكن وحتى بدون ان يعزز موقفه الجديد لا بالآيات ولا بالأحاديث إذن فالأمور عادية ولا مشكلة وكأن كل ما قيل سابقا قد ابتلعته الريح.لقد كان هذا ملفتا لصحيفة تايمز اوف إسرائيل التي أدلى الشيخ الكبير والسياسي الكبير بتصريحاته لها حيث قالت الصحيفة :"أن اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1978، واجهت تحديات مستمرة في مصر مع تزايد صعود التيار الإسلامي، وهو ما يجعل تصريحات عبدالغفور للصحافة الإسرائيلية شيئا غير معتاد على الإطلاق."

0 تعليقات:

إرسال تعليق