Ads

المتغيرات الإقليمية المؤثرة على الأمن القومى العربى


بقلم / سهام عزالدين جبريل 

يعيش العالم العربي مرحلة من أخطر المراحل، خاصةً في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، تصب جميعها في إتجاه إضعاف النظام العربي ، حيث يشهد العالم العربى أزمات حادة بدءً من العراق، مروراً بلبنان، والسودان، والصومال، وسوريا حاليا، فضلاً عن القضية الفلسطينية الى جانب ثورات الربيع العربى والتى اجتاحت المنطقة ، وتعد أهم المتغيرات الإقليمية ما يلى:
*محدودية دور جامعة الدول العربية : 
تعكس التطورات التى مرت بها المنطقة العربية عجز آلية الأمن الجماعى العربى، بدايةً من أزمة الخليج الثانية، وإنتهاءً بالحرب ضد العراق، والتدهور الحاد فى عملية السلام، وقد أدى التدخل الدولى بالمنطقة إلى زيادة تعقيدات إمكانية التوصل على المديين القريب والمتوسط، إلى حد أدنى لتفعيل إتفاقية الدفاع العربى المشترك خاصة مع طرحه للبدائل الأمنية من إتفاقيات أمنية ثنائية، والتهديد بإقامة نظام أمنى جديد يتخطى المواثيق العربية.
ويعد من أكبر المعوقات فى سبيل تفعيل دور جامعة الدول العربية، أسلوب اتخاذ القرارات، حيث تتخذ القرارات بالإجماع، وعلى النقيض من ذلك فإنه لا توجد آليات تتيح إمكانية تطبيق قرارات القمم العربية، وهو ما أدى إلى العجز عن تنسيق المواقف تجاه معالجة القضايا العربية بدءً بالمشكلة الليبية الغربية، ومروراً بالنزاعات الحدودية، وغياب السلطة الشرعية فى الصومال والأزمة العراقية وإنتهاءً بالتسويه للصراع العربى الإسرائيلى. 
كما يعتبر تعزيز ودعم محور "تركيا – إسرائيل" بالمنطقة مؤشر هام للوهن العربى وتراجع القوى العربية والدول العربية ذات القوة الاقليمية وانشغالها بحالة الحراك الثورى وعدم الاستقرار الداخلى وتخوف باقى الدول العربية ذات الثقل الاقليمى من عدوى الربيع العربى .
وتعتبر هذه فرصة سانحة لتقوية نفوذ القوى الاقليمية غير العربيه حيث تتباين مصالح الدول الإقليمية المجاورة أو الداخلة في المنطقة العربية بدرجات متفاوتة وطبقاً لتصورها لتحقيق مصالحها من منطلق اسس وقواعد أمنها القومي .
1-المصالح الإيرانية: استمرار محاولات فرض الهيمنة على منطقة الخليج , تصدير الثورة الإسلامية ونمط الحكم الإسلامي , المطالبة باستبعاد الدول الأجنبية عن منطقة الخليج حتى الدول العربية ,ضرورة أن يكون لها دور في الترتيبات الأمنية في المنطقة , استمرار تدفق البترول وبأسعار معقولة ,فتح الأسواق الخليجية والعربية للمنتجات الإيرانية والعمالة واستمرار احتلال جزر الإمارات الثلاث وفرض السيطرة على مضيق هرمز.
2-المصالح التركية : محاولة أن يكون لها دور قيادي في الشرق الأوسط , إستخدام المياه المقترح تزويد الدول العربية والخليجية بها لتكون ورقة مساومة سياسية في المستقبل ,محاولة أن يكون لها دور إسلامي في مواجهة إيران في المنطقة والعالم العربي والإسلامي , فتح الأسواق العربية لمنتجاتها. التصارع مع إيران حول تعظيم دور كل منهما في الجمهوريات الإسلامية في بحر قزوين , التعاون مع إسرائيل في مواجهة النفوذ العربي في الشرق الأوسط ولزيادة وزنها النسبي في المنطقة.
تحياتى– إعلاميه / سهام عزالدين جبريل


0 تعليقات:

إرسال تعليق