Ads

جنينُ الدهشة

قلبي فى رُكْنِ الرُّوحِ يَئِنّْ
تحتَ الغفلةِ فى شمسِ عُيونٍ فاضِحةٍ
لا تفهمُ صوتَ أنينِ الذَّات
الجسدُ المذْبوحُ مُسَّجىً 
عندَ البابِ الأوسطِ للمِحْرابْ
وعلى مِصْراعيْهِ
يواجِهُ ثلجَ رصيفِ الوجعِ المُمْتَدْ
مصْطَلحاتٌ مبْتورَةْ
ووُجوهٌ عابرةٌ 
فتَمُرُّ كأنِّي لم ألمحْ شيْئاً 
وتقولُ كأنِّي لمْ أسمعْ حرفاً 
يَنْقُصُهَا الصِّدْقُ المصلوبُ على فَمِهِم 
أفواهٌ تمْتَصُّ الدمَّ النافِرَ من عُنُقِ الحُلْمِ
وتَلوكُ جنينَ الدَّهْشَةْ 
هىَ رجفةُ موتي المُنْتَظَرَةْ 
أعتابُ نهايةِ طيفٍ محْتوم
يخْجَلُ هذا النُّورُ الأنقى من كشفِ السِّترْ
لِيُنيرَ الظُّلْمةَ فى الدَّرْبِ الواقِفِ صوبَ الحزْن 
يخْلَعُ سُتْرَتَهُ الفِكْرِيَّةْ
لِيُغطِّي هذا الوجعَ القائمَ والمُتَغَلْغِلْ
وجَبِيني هذا الفاخِرُ مُنْسَدِلٌ 
ممْشُوقٌ مثلَ قَوامِ النَّخْلَةِ 
فوقَ الجبلِ الأكبرِ والأَقْدس
ليليقَ بأن يمشي إثْرَكَ
يشْتَمُّ العِطْرَ المُتَدَفِّقَ منْ فيضِكْ
فيلامِسُ كفَّكَ تلكَ المَمْدودةَ بالفَرَحِ
تَبْسُطُها وكأنَّكَ فَرْشُ سماواتٍ تَتَدلَّى
كى ترْفَعَنى نحوَ السِّدْرَةِ
حتَّى أعْرُجَ فى المَلكُوتِ الأطهرِ والأبقى
فَتُخَلِّصُنِي منْ جُدُرِ الوجعِ الجاثِمِ فوق الحرفِ المُجْهَدْ 
ساد الصَّمْتُ طويلاً فى رحلةِ عُمْري 
لا أدري كمْ سنةً
كم قَرْناً 
كانَ الدَّهْرُ ثقيلاً 
حتَّى جاءَ قدُومُكَ بالعِطْرِ البِكْرِ
هذا وجهي من قلْبِ الرَّجْفَةِ نحوكَ عندَ الفجْرِ يُطِلْ
أتَوغَّلُ نحوَ رحابِكْ 
أنتَ ملائكةٌ
لا تعرفُ إلا لغةَ الرُّوحِ لِتْنْفُخَهَا
كيْ يولدَ هذا الطفلُ الأطهرْ 
طيفُكَ هذا الرَّاقِصُ يخْتالُ على مرأى عيني
يصْحَبُهُ مزْمارٌ فى كُتُبِ الأحبارْ 
فاهْبطْ من علياءِ العاطِفَةِ المُمْتدَّةِ فيها
أوَتَذْكُرُ
كانَ اليومُ هو الموعدَ فى السالفْ
افتحْ قِرْطاسَكَ فى ضوءِ القمرِ
خارجَ كلِّ المألوف
تَتَنَحَّى كلُّ مسافاتِ الحُزْنِ بعيدا 
لأطولَ العتَبَه
يأتى صوْتُكَ مثلَ أذانِ الفجرِ
ومثلَ الجرسِ الرَّاقِصِ فوقَ الدَّيْرِالوادعْ 
فحُضُورُكَ يطوي صفحاتِ العتْمة
فانْظٌر
هذا الغيمُ سَيُمْطِرُ فى قلبِكَ صَوْتَهْ 
وسَيبْذُرُ حبَّ الحِنْطَةِ فى الأرضِ المَيْتَهْ
سيقومُ جنينُ الدَّهْشَةِ يقرأُ أوْرَادهْ 
ويُلقِّطٌ عُصْفُورُ الجنةِ زادَهْ 
ويصيرُ الحرفُ بِسِبْحَةِ شعرى أغنيةً 
كى تُصبِحَ كلُ الأرضِ لجبهةِ شعرى سَجَّادَةْ 
فأنا فى قمةِ حُزْنِ الشعرِ امرأةٌ ولَّادةْ.
.................. 
شعر فاتن خليل فايد

0 تعليقات:

إرسال تعليق